رئيس الدورة العادية الـ75 للجمعية العامة

صورة رئيس الدورة العادية الـ75
السيد ڤولكان بوزكير، رئيس الدورة العادية الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة. ©الأمم المتحدة/Mark Garten

لمحة موجزة

اُنتخب السيد ڤولكان بوزكير رئيسا للدورة العادية الـ75 للجمعية العامة في 17 حزيران/يونيه 2020.

ورأس السيد ڤولكان بوزكير الدورة العادية الـ75 للجمعية العامة اعتبارا من 15 أيلول/سبتمبر 2020 وحتى 15 أيلول/سبتمبر 2021.

وقد انتخبت الجمعية العامة في 17 حزيران/يونيه 2020 21 نائبا لرئيس الدورة العادية الـ75 للجمعية العامة، وهم:

  • من مجموعة الدول الأفريقية: إسواتيني، وتوغو، والصومال، والكاميرون، وليبيا، ومالي
  • من مجموعة دول آسيا والمحيط الهادئ: الأردن، وإسواتيني، وأفغانستان، وبالاو، وتركمانستان، وتوغو، والصومال، والكاميرون، ولبنان، وليبيا، ومالي
  • من مجموعة دول أوروبا الشرقية: ألبانيا
  • من مجموعة دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي: باراغواي، وبيرو وغرينادا
  • من مجموعة دول أوربا الغربية وغيرها من الدول: موناكو
  • الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن: الاتحاد الروسي، والصين، وفرنسا، والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، والولايات المتحدة الأمريكية
 

السيرة الذاتية

في 17 حزيران/يونيه 2020، انتخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة سعادة السفير التركي السيد ڤولكان بوزكير رئيساً لدورتها الخامسة والسبعين التي تمتد من أيلول/سبتمبر 2020 إلى أيلول/سبتمبر 2021.

درس السيد بوزكير القانون في جامعة أنقرة. وبعد التخرّج، التحق بالسلك الدبلوماسي في عام 1972. وشغل عدّة مناصب خلال حياته المهنية التي استمرت 39 عاما، منها نائب القنصل بالقنصلية العامة في شتوتغارت، ألمانيا، والسكرتير الأول للسفارة في بغداد، ومستشار الممثل الدائم لدى منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، والقنصل العام في نيويورك، والسفير في بوخارست، والممثل الدائم لتركيا لدى الاتحاد الأوروبي. وعمل السيّد بوزكير مستشارا للسياسات الخارجية لدى رئيس الوزراء تورغوت أوزال، ومدير الديوان وكبير المستشارين للسياسات الخارجية لدى الرئيسين تورغوت أوزال وسليمان ديميريل، ونائب الأمين العام لشؤون الاتحاد الأوروبي، ونائب وكيل وزارة الخارجية لشؤون الاتحاد الأوروبي، وأمينا عاما لشؤون الاتحاد الأوروبي.

وانتُخب السيد بوزكر عضوا في البرلمان أوّل مرة في عام 2011، ثم بعد ذلك في الانتخابات البرلمانية الثلاثة التالية. وخلال السنوات التسع التي قضاها في البرلمان، شغل السيد بوزكير منصب رئيس لجنة الشؤون الخارجية، ورئيس تجمع الصداقة بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، والرئيس المشارك للمنتدى المدني التركي الروسي. وعُيّن في آب/أغسطس 2014 في منصب وزير شؤون الاتحاد الأوروبي وكبير المفاوضين، وظلّ يشغل هذا المنصب حتى حزيران/يونيه 2016. وفي تموز/يوليه 2018، تم انتخابه للمرة الرابعة رئيساً للجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية الكبرى لتركيا. وهو يرأس أيضا مجموعة الصداقة البرلمانية التركية الأسترالية.

ومُنح السيد بوزكير وسام نجمة رومانيا، ووسام الاستحقاق برتبة فارس في الجمهورية الإيطالية، ووسام الذكرى المئوية لوزارة خارجية أذربيجان. وهو متزوّجٌ وله طفلان وثلاثة أحفاد.

***
 

بيان الرؤية

تمهيد: 45 سنة من الخدمة العامة في دولة عضو من الدول المؤسسة للأمم المتحدة

أعلنت حكومة جمهورية تركيا ترشحها لمنصب رئيس الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة، من مجموعة أوروبا الغربية ودول أخرى في عام 2014. وفي 12 أيلول/سبتمبر 2019، رشحتني حكومة جمهورية تركيا رسمياً لهذا المنصب وأيدت المجموعة ترشيحي في 27 شباط/فبراير 2020.

ومن المقرر أن تجري الانتخابات في 8 حزيران/يونيه 2020. ومع الثقة التي ستعرب عنها الدول الأعضاء، سأكون أول مواطن تركي يترأس الجمعية العامة.

وبصفتي دبلوماسيا وسياسيا محترفا لأكثر من 45 عاماً، قضيت حياتي المهنية كلها في الخدمة العامة.

وفي الجزء الأخير من حياتي المهنية، اهتممت اهتماما كبيرا بعلاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي، بصفتي نائب وكيل وزارة الخارجية المسؤول عن شؤون الاتحاد الأوروبي، والأمين العام لشؤون الاتحاد الأوروبي، ومؤخرا بصفتي وزير تركيا لشؤون الاتحاد الأوروبي وكبير المفاوضين.

وبهذه الصفات، قمت بقيادة برنامج الإصلاح في بلدي، بما في ذلك التغييرات الدستورية الرامية إلى تعزيز الحقوق السياسية والمدنية.

وتركيا عضو مؤسس في الأمم المتحدة، وأحد أكبر المساهمين في ميزانيتها وأحد المساهمين الدائمين في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام. وتستضيف تركيا وجودا كبيرا للأمم المتحدة، يضم فريقا قطريا كبيرا وعددا من المكاتب الإقليمية لكيانات مختلفة من منظومة الأمم المتحدة، واسطنبول ماضية شيئا فشيئا لتصبح مركزا إقليميا للأمم المتحدة.

ويوجّه وجود الأمم المتحدة في تركيا الاهتمام لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية لنحو 4 ملايين سوري تشملهم الحماية المؤقتة في بلدي، وكذلك للمحتاجين في سورية من خلال المساعدات الإنسانية عبر الحدود.

وبوجه عام، كانت علاقات تركيا المؤسسية مع الأمم المتحدة متينة دائماً.


ما الذي يجعل الجمعية العامة بالغة الأهمية؟

الجمعية العامة هي الهيئة الوحيدة في الأمم المتحدة التي تتمتع فيها جميع الدول الأعضاء بصوت متساو، والتي تجسد الضمير الجمعي للمجتمع الدولي وإرادته الجماعية.

ويسرني أن ألاحظ أن هناك شعورا متزايدا بالوعي بين الدول الأعضاء بشأن ما تتمتع به الجمعية العامة من شرعية وصلاحية للدعوة إلى عقد الاجتماعات على نحو لا مثيل له. وبناء على ذلك، تطورت طبيعة دور رئيس الجمعية العامة على مر السنين وتوسع نطاقها لتتسم بطابع سياسي أكبر.

وإذ آتي من تركيا، وهي دولة عضو تؤمن إيمانا حقيقيا بالدور البالغ الأهمية للجمعية العامة، أدركُ تماما هذا التغيير والمسؤوليات الكبيرة التي ينطوي عليها. وأنا أيضا على استعداد للاضطلاع بهذه المسؤوليات بأقصى قدر من العناية وأعرب عن التزامي بذلك.

وتتيح لنا الذكرى السنوية الخامسة والسبعون لإنشاء الأمم المتحدة فرصة فريدة لتجديد التزامنا بتعددية الأطراف والدور المركزي للأمم المتحدة فيها.


هذا ما أتعهد به لرئاسة الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة:

خلال فترة ولايتي، سأكون ممثلا لأعضاء المنظمة جميعا، وسآخذ بعين الاعتبار آراء واهتمامات جميع الدول الأعضاء، وسأبذل كل ما في وسعي للتوفيق فيما بينها.

وسأكون الحارس الأمين على النظام الداخلي للجمعية العامة، ضمن ما يتيحه النطاق الحالي للولاية المنوطة برئيس الجمعية العامة. وسأعمل في هذا الصدد على ضمان التنفيذ السلس لجدول الأعمال والإدارة الفعالة للجلسات، متقيِّدا في كل ذلك بمدونة قواعد سلوك رؤساء الجمعية العامة.

وأنا أرى أنه من المهم أن يسود الانسجام بين الأمين العام ورئيس الجمعية العامة فيما يقومان به من أعمال. ولذلك ستكون جهودي وأنشطتي مكمِّلة لخطة الأمين العام وأولوياته. وهذا يعني ضمن ما يعني تقديمَ الدعم في تنفيذ خطة الأمين العام لإصلاح الأمم المتحدة ورؤيته لعام 2020.

وفي هذا الإطار، سأعمل أيضا على توطيد الثقة والتلاحم، وما أشد الحاجة إليهما، بين الدول الأعضاء، والمجموعات الرئيسية من البلدان، والمنظمات الدولية الأخرى.

إن رئيس الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة سيجد بين يديه مجموعة واسعة من المهام الموروثة من الدورات السابقة. وبالنظر إلى أن الوفود تنوء بثقل أعباء العمل الحالية، ولا سيما منها الوفود الصغيرة، فإنه ليس في نيتي أن أعلن مبادرات جديدة أو أن أفتح مجالات جديدة لعمل الجمعية العامة.

إن خياري هو النوعية لا الكمية. وفي هذا الصدد، سأضع نصب عيني تبسيط جدول الأعمال، وإحراز نتائج ملموسة، والحفاظ على التوازن بين الركائز الثلاث التي ينبني عليها عمل المنظمة. وسأعمل أيضا على توجيه عمل الجمعية العامة بفعالية وشفافية وبطريقة تشرك الجميع.

وسأفسح المجال لتحقيق الاستمرارية مع عمل رؤساء الجمعية العامة السابقين من خلال الاستفادة من إنجازاتهم ومن مبادراتهم الناجحة، والعمل في الوقت نفسه على تحسين ما يتطلب التحسين. وستكون آراء الدول الأعضاء واقتراحاتها عاملا أساسيا في جعل هذا المبتغى ممكنا.

ويتطلب جدول أعمال منظمتنا في مجمله تنسيقا وثيقا بين الهيئات المقررة في الأمم المتحدة. وسأحاول معالجة الثغرات والازدواجية في مختلف جداول الأعمال. وسأثير هذه المسائل بانتظام خلال الاجتماعات الشهرية التي تُعقد مع رؤساء الأجهزة الرئيسية الأخرى للمنظمة، بما في ذلك مجلس الأمن والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، وكذلك مع الأمين العام للأمم المتحدة.


هذه هي القضايا التي سأعطيها الأولوية خلال فترة ولايتي

1 - نحتفل بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإنشاء الأمم المتحدة تحت شعار ”المستقبل الذي نصبو إليه، الأمم المتحدة التي ننشدها: إعادة تأكيد التزامنا الجماعي بتعددية الأطراف“. وهذا الشعار العام سيكون هو الموضوع المؤطِّر للمناقشة العامة في الدورة الخامسة والسبعين، بالإضافة إلى جميع الأنشطة والاجتماعات والمؤتمرات الأخرى التي تنظمها الأمم المتحدة في عام 2020.

وينبغي أن نغتنم هذه الذكرى السنوية التاريخية لنؤكد أنه لا غنى عن النظام الدولي المحكوم بالقواعد، فضلا عن تأكيد الحاجة إلى توطيد هذا النظام.

فمبدأ تعددية الأطراف والنظام الدولي المحكوم بالقواعد ضروريان أيضا للوفاء بالولايات الأساسية المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة.

ولما كان برنامج الاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين يعني رئيسي الدورتين الرابعة والسبعين والخامسة والسبعين للجمعية العامة، طلباً للاستمرارية والاتساق، سأنسق بشكل وثيق الأعمال التحضيرية واحتفالات الذكرى السنوية الخامسة والسبعين مع رئيس الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة.

2 – وأعتزم التركيز على النهوض بخطة عمل الأمم المتحدة الجماعية من أجل الإنسانية، مع إيلاء اهتمام خاص للفئات الضعيفة والمحتاجين ومن يتعرضون للقمع.

فهذه الخطة تتيح لنا الفرصة لنرى أين نحن من تلبية الاحتياجات الإنسانية، وللحد من الضعف والهشاشة، وزيادة القدرة على الصمود.

والأمم المتحدة هي أهم منبر لإسماع أصوات أكثر الفئات ضعفاً، فئات اللاجئين والمهاجرين وعديمي الجنسية.

ومن ثم كان لزاما علينا أيضا ألا يغيب عنا ونحن ننظر إلى مبتغى تحقيق أهداف التنمية المستدامة أن نركز على العمل الإنساني في عالمٍ تستفحل فيه أوجه عدم المساواة.

وسأحاول بوجه خاص أن أُسهِم في جهود المجتمع الدولي ومبادرات الأمم المتحدة الرامية إلى ضمان إيصالِ المساعدات الإنسانية بحياد ودون عوائق، وإلى ضمان الاحترامِ الكامل للقانون الدولي الإنساني في ظروف النزاعات والأزمات.

3 – إن أهداف التنمية المستدامة هي مجموعة الأهداف الأقدرُ على إحداث التغيير، غير أنها لا يمكن أن تتحقق دون شراكة عالمية متينة. ولكي أقدم الدعم في هذا الصدد خلال فترة ولايتي، سأعمل عن كثب مع نائبة الأمين العام.

واليوم ونحن مقبلون على عقد العمل من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، يتعين علينا أن نعمل على إبقاء البلدان التي تمر بظروف خاصة، بما في ذلك أقل البلدان نموا، ضمن دائرة الأولوية بالنظر إلى كون هذه البلدان هي الأبعدَ عن الركب في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ولما شاء حسن المصادفة أن تشهد فترة ولايتي تنظيم مؤتمر الأمم المتحدة الخامس لأقل البلدان نمواً، المقرر عقده في الدوحة من 21 إلى 25 آذار/مارس 2021، فإن المؤتمر سيكون فرصة لتجديد الشراكة وتعزيزها.

ومن شأن الاستعانة بالتكنولوجيات الناشئة أن يعجل بتحصيل الأثر المرجو من أهداف التنمية المستدامة، ولا سيما بالنسبة لأشد الفئات ضعفا. وسأولي أهمية خاصة للعمل الذي يتوخى تحقيق النتائج كلما تعلق الأمر بتلبية الاحتياجات الإنمائية المعقدة لأقل البلدان نمواً. وآمل في هذا الصدد أن نتمكن من الاستفادة مما تراكم من خبرة خلال تشكيل مصرف التكنولوجيا لصالح أقل البلدان نمواً، والذي كان إنشاؤه أول هدف يتحقق على الإطلاق من أهداف التنمية المستدامة.

4 - لقد كنتُ طيلة حياتي المهنية ملتزماً تمام الالتزام بأهداف تحسينِ مستويات معيشة المرأة وحقوقها، وضمانِ مشاركتها الكاملة وعلى قدم المساواة مع الرجل في جميع مجالات الحياة، وتعزيزِ مركزها في المجتمع.

وأنا أؤيد الأمين العام من صميم قلبي في سعيه إلى تحقيق المساواة بين الجنسين في الأمم المتحدة على جميع المستويات.

فالمرأة كانت على الدوام فاعلا نشطا في إحداث التغيير الإيجابي. والحالة هذه، بوسع المرأة أن تقوم بدور فريد من نوعه في بث الروح من جديد في التزامنا الجماعي بتعددية الأطراف وبرؤية أكثر شمولا لمستقبل أفضل.

إن الاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة بشأن الذكرى السنوية الخامسة والعشرين للمؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة، المقرر عقده في 23 أيلول/سبتمبر 2020 على هامش المناقشة العامة، سيكون مفيدا في التعجيل بتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات.


:هذه مبادئي

سيرا على نهج أسلافي، سأعمل مع فريق متعدد الجنسيات. والذي سيحدد تشكيلة فريقي هي مبادئ المهنية والجدارة والخبرة، فضلا عن التوازن الإقليمي والتوازن بين الجنسين. وأعتزم أن يظل الفريق بحجم لا يزيد على الضروري. وستكون الإسهامات القيمة للدول الأعضاء موضع ترحيب كبير لإنجاح هذا الجهد الجماعي.

وسأعمل عن كثب، خلال اضطلاعي بمسؤولياتي، مع ممثلي الدول الأعضاء باعتبارهم زملاء لي. وسيكون بناء التوافق في الآراء أحد الركائز الأساسية في الجهود التي سأبذلها خلال فترة ولايتي. ولبلوغ هذه الغاية، سأسخر، قدر الإمكان، السلطة المعنوية وقوة الإقناع التي يتمتع بها من يقوم بدور رئيس الجمعية العامة.

وستكون الكفاءة والفعالية والمساءلة وعدم التمييز هي المبادئ التي تستنير بها الرئاسة في عهدتي، وسيعمل فريقي وفق أسس الانفتاح والشمول والشفافية.

 

كلمة أخيرة

لقد تأكد في الآونة الأخيرة من جائحة مرض فيروس كورونا (كوفيد-19) والتدابير التي اتُّخذت لاحتواء انتشارها أنَّ جدول أعمال الأمم المتحدة وأنشطتها ينبغي التركيز فيهما على الأمور التي يكون لها وقع مباشر على مواطنينا في جميع القارات.

وعماد نجاحنا في هذا الصدد هو التنسيق الوثيق على صعيد منظومة الأمم المتحدة ككل، واتباع نهج متكامل، واستغلال الوقت بفعالية. ورهنا بالتطورات التي ستشهدها الفترة المقبلة، سأسهم بكل ما أوتيت من قدرات، من موقع رئيس الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة، في الجهود الجماعية التي يبذلها المجتمع الدولي لمكافحة هذه الجائحة والتخفيف من عواقبها.

في ضوء هذه الرؤية وهذه الأهداف، سأكون ممتنا غاية الامتنان للدول الأعضاء على دعمها القيم لترشيحي.

تحميل ملف معد للطباعة من بيان الرؤية PDF

 

خطاب القبول

صاحب المعالي تيجاني محمد بندي، رئيس الجمعية العامة،

صاحب المعالي أنطونيو غوتيريش، الأمين العام،

أصحاب السعادة،

أعضاء أسرة الأمم المتحدة الموقرون،

أود أن أعرب عن عميق امتناني لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، التي انتخبتني رئيسا للدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة. وإنه لشرف عظيم لي أن أكسب ثقتكم ودعمكم. وإنه أيضا امتياز فريد من نوعه، ونحن نحتفل بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لمنظمتنا. وأود أن أعرب عن امتناني لرئيس تركيا، رجب طيب أردوغان، على ثقته وعلى دعمه المتواصل حتى يومنا هذا. وأود أيضا أن أشكر وزير خارجية تركيا، مولود تشاووش أوغلو، على اهتمامه عن كثب بانتخابي ودعمه لي في ذلك.

أصحاب السعادة،

لقد خدمت بكل فخر بلدي وأمتي، بصفتي دبلوماسيا محترفا وسياسيا، لما يقرب من 50 عاما.

واليوم بداية فصل جديد بالنسبة لي. فأنا أول مواطن تركي يترأس الجمعية العامة، وهو ما يشكل مصدر فخر كبير. وسأقوم، بصفتي رئيسا، بخدمة جميع أعضاء الأمم المتحدة. وسأمثل أعضاء الأمم المتحدة ككل. وستكون توقعات وآراء كل مجموعة وأعضائها على نفس القدر من الأهمية والقيمة بالنسبة لي، ولذلك يمكنكم أن تطمئنوا إلى أن رئيس الجمعية العامة سيخدم المصالح الفضلى للأمم المتحدة ودولها الأعضاء.

السيد الأمين العام،

إن الأمين العام ورئيس الجمعية العامة، بوصفهما رئيسي جهازين من الأجهزة الرئيسية للأمم المتحدة، في حاجة إلى العمل بانسجام. وخلال فترة ولايتي، ستكون جهودي مكمِّلة لجدول أعمالكم وأولوياتكم. وسأدعم، في حدود ولايتي، تنفيذ خطة إصلاح الأمم المتحدة لجعلنا فعالين بقدر ما نستطيع. وأود أن أعرب عن تقديري، على وجه الخصوص، للروح القيادية التي أبديتموها في الأشهر الصعبة الأخيرة. وإذ أشكركم جزيل الشكر على الحوار المثمر الذي أجريناه حتى الآن، فإنني أتطلع إلى مواصلة تعاوننا.

وسأعمل أيضا عن كثب مع رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، لأن جدولي أعمال هاتين الهيئتين من الهيئات المقرِّرة يكملان بعضهما بعضا ويتداخلان في بعض الأحيان. وقد أجريت بالفعل مباحثات أولية مع الرئيس المقبل للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، زميلي الموقر السفير منير أكرم من باكستان. وسنحاول زيادة تنسيق العمل الأساسي لهذين الجهازين.

كما أن جدول الأعمال الشامل لمنظمتنا يتطلب تنسيقا مبكرا ووثيقا بين الهيئات المقرِّرة في الأمم المتحدة. وسأحاول سد الثغرات وتفادي الازدواجية فيما يتعلق بجدول أعمال الجمعية العامة. وغني عن القول بأنني سأكون على اتصال وتواصل منتظمين مع رؤساء اللجان الرئيسية، أي مع الممثلين الدائمين لإسبانيا ونيبال وهنغاريا وبوتسوانا وأوروغواي وشيلي، من أجل دعم جهودهم.

أصحاب السعادة،

نظرا للظروف الخطيرة المتصلة بالجائحة، لم أتمكن من زيارة نيويورك منذ كانون الثاني/يناير. غير أنه أتيحت لي الفرصة في الأشهر الأخيرة للاتصال بممثلي جميع أعضاء الأمم المتحدة، إما عن طريق جلسة التحاور التي عقدتها في 15 أيار/مايو أو عن طريق جلسات التداول بالفيديو مع الرؤساء الشهريين لجميع المجموعات الإقليمية، فضلا عن رؤساء ومنسقي وأعضاء مجموعات الدول الأخرى. وكانت جلسات تبادل الأفكار تلك مفيدة للغاية.

فقد أتيحت لي الفرصة للاستماع إلى مختلف مجموعات البلدان بشأن التحديات الخاصة التي تواجهها، فضلا عن توقعاتها من رئيس الجمعية العامة. وأعتزم مواصلة هذا الحوار خلال الفترة الانتقالية.

وطوال فترة ولايتي، ستكون أبواب مكتبي مفتوحة أمام الدول الأعضاء. وحالما تعود الحياة إلى طبيعتها، أتطلع إلى الاجتماع بممثلي الدول الأعضاء شخصيا، للعمل معهم والتعرف عليهم.

السيد الرئيس،

صديقي العزيز بندي،

أغتنم هذه الفرصة لأعرب عن خالص تقديري لرئاستكم الناجحة لدورة حافلة بالتحديات غير المتوقعة. فقد تمكّنا، بفضل حكمتكم ورزانتكم، من تجاوز هذه الأوقات الصعبة للغاية. وسأظل على استعداد لمواصلة التعاون والتآزر الوثيقين معكم ومع مكتبكم في الأشهر المقبلة من أجل انتقال سلس وفعال.

أصحاب السعادة،

إننا نواجه مشاكل خطيرة وآنية في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الأزمات الإنسانية والصراعات المميتة وجائحة كوفيد-19.

إن الأمر يتعلق بمشاكل عالمية تتطلب حلولاً عالمية.

وإن تعددية الأطراف هي أنجع السبل لإيجاد حلول عالمية ناجحة. والجمعية العامة، بوصفها ”برلمان العالم“، في موقع فريد لتوجيه جهودنا المتعددة الأطراف. ولهذا السبب، فإن رئاسة عضوية الأمم المتحدة مسؤولية كبيرة. وإنني واعٍ بجسامة هذه المسؤولية، وسأبذل أقصى قدر من العناية في تأدية هذا الواجب.

وسأعمل على تحقيق وترسيخ الثقة والتلاحم بين الدول الأعضاء والمجتمع المدني والمنظمات الدولية الأخرى. وسيكون بناء توافق الآراء في صميم جميع الجهود التي أبذلها. وسأسخّر، قدر الإمكان، السلطة المعنوية وقوة الإقناع التي يتمتع بها رئيس الجمعية العامة. والمبادئ التوجيهية لرئاستي هي الحياد والفعالية والشفافية وعدم التمييز.

وخلال فترة ولايتي، ستلقى ركائز الأمم المتحدة الثلاث جميعها، وهي السلام والأمن، والتنمية المستدامة، وحقوق الإنسان، اهتماما متساويا ومتوازنا من مكتبي، وبطريقة تعترف بأوجه الترابط بينها في العالم الخارجي.

وستكون المسائل التي أنوي بذل جهد خاص فيها كالآتي:

  • تعددية الأطراف
  • الذكرى السنوية الخامسة والسبعون لإنشاء الأمم المتحدة
  • المضي قدماً في تنفيذ التوصيات الواردة في خطة العمل من أجل الإنسانية، مع التركيز بشكل خاص على أضعف الفئات
  • البلدان التي تواجه أوضاعاً خاصة
  • المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.

ومن ناحية أخرى، فإننا نواجه اليوم تحديا عالميا لم يسبق له مثيل.

فجائحة كوفيد-19 هي، أولاً وقبل كل شيء، حالة صحية طارئة وأزمة إنسانية. ولكنها تشكل أيضا تهديدا له عواقب اجتماعية وسياسية واقتصادية، فضلا عن تداعياته المتعلقة بحقوق الإنسان.

ويجب أن نركّز، في جهودنا الجماعية للتصدي لهذه الحائجة، على الاحتياجات الخاصة لأضعف الفئات على مستوى ركائز الأمم المتحدة الثلاث جميعها. ويجب أن نعيد البناء على نحو أفضل وأن ندرك أنه ”لا مأمن لأحد حتى يكون الجميع في مأمن“.

ومن هذا المنطلق، تظل أولوياتي على صلة وثيقة بجدول الأعمال الحالي وبمبادرات الأمم المتحدة الرئيسية، مثل الخطة الإنسانية العالمية لمواجهة كوفيد-19 وصندوق الأمم المتحدة لمواجهة جائحة كوفيد-19 والتعافي من آثارها، وبتنفيذها في الإطار الأوسع لخطة التنمية المستدامة لعام 2030.

ونظرا للتحديات التي تطرحها جائحة كوفيد-19، فإن التمسك بميثاق الأمم المتحدة واستعادة ثقة الناس بالمؤسسات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، أمر بالغ الأهمية أيضا.

وآمل أيضا أن نعود قريبا إلى السير العادي لعمل المنظمة، بما في ذلك الجمعية العامة، وأن نتمكن من عقد اجتماعات نلتقي فيها شخصيا، مع اتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية صحتنا. وفي الوقت نفسه، قد نحتاج إلى استعراض قائمة أولوياتنا وزيادة ترشيد الأنشطة المقررة للدورة الخامسة والسبعين. وهذه العملية هي في المقام الأول عملية تقودها الدول الأعضاء، وسأكون على استعداد للإسهام في هذه الجهود في حدود ولايتي.

السيد الرئيس،

السيد الأمين العام،

أصحاب السعادة،

إن الجمعية العامة تمثل الضمير الجماعي للمجتمع الدولي وإرادته. وأود أن أنهي كلامي بالتأكيد على أنني أشعر بشرف وامتياز كبيرين بأن أتيحت لي الفرصة لتولي رئاسة جهاز الأمم المتحدة الوحيد الذي تتساوى فيه أصوات جميع الدول الأعضاء.

وأتطلع إلى أن أكون في خدمة جميع الأعضاء بصفتي رئيسا للدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة.

وشكرا لكم.

 


 

دورات الجمعية العامة

روابط مباشرة

وثائق أساسية

موارد