في 27 مارس 1953، قدمت الحكومة الكندية سبعة أبواب من الفضة النيكل لمبنى الجمعية العامة. ووضعت على الجزء الخارجي من كل باب أربع لوحات ذات نقش بارز ترمز إلى الأخوة (الصورة المكبرة) والسلام والعدالة والحقيقة.
Photo:©الأمم المتحدة/DN

المنشأ والأهمية

وفي هذه الأوقات بصفة خاصة، ينبغي علينا، أكثر من أي وقت مضى، الإقرار بالمساهمة القيمة التي يقدمها الأشخاص من جميع الأديان أو المعتقدات إلى البشرية والمساهمة التي يمكن أن يقدمها الحوار بين جميع المجموعات الدينية في زيادة الوعي بالقيم المشتركة بين جميع البشر وتحسين فهمها

كما أن علينا أن نشدد على أهمية التوعية بمختلف الثقافات والأديان أو المعتقدات وأهمية التعليم في تعزيز التسامح الذي ينطوي على تقبل الناس للتنوع الديني والثقافي واحترامهم له في ما يتعلق بأمور منها التعبير عن الدين، وأن نشدد كذلك على أن التعليم، وبخاصة في المدارس، ينبغي أن يسهم على نحو مجد في تعزيز التسامح وفي القضاء على التمييز القائم على أساس الدين أو المعتقد.

وفضلا عن ذلك، يجب علينا جميعا أن نسلم بأن التسامح والتعددية والاحترام المتبادل وتنوع الأديان والمعتقدات عوامل تعزز الأخوة الإنسانية. كما أن علينا أن نشجع الأنشطة الرامية إلى تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات من أجل تعزيز السلام والاستقرار الاجتماعي واحترام التنوع وتوخي الاحترام المتبادل، وتهيئة بيئة مواتية لتحقيق السلام والتفاهم المتبادل على الصعيد العالمي وأيضا على الصعد الإقليمي والوطني والمحلي.

وفي هذا الإطار، أحاطت الجمعية العامة علما بجميع المبادرات الدولية والإقليمية والوطنية والمحلية، حسب الاقتضاء، وبجهود الزعماء الدينيين، الرامية إلى تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، كما أنها أحاطت علما كذلك باللقاء الذي جمع بين البابا فرنسيس والإمام الأكبر للأزهر، أحمد الطيب، في 4 شباط/فبراير 2019 في أبو ظبي، وأسفر عن توقيع الوثيقة المعنونة ”الأخــوة الإنســانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك“

معلومات أساسية

بعد الخراب الذي خلفته الحرب العالمية الثانية، أنشئت الأمم المتحدة بأهداف ومبادئ تسعى بصورة خاصة إلى إنقاذ الأجيال القادمة من ويلات الحرب. وكان أحد هذه الأهداف هو بناء تعاون دولي لحل المسائل الدولية ذات الطابع الإقتصادي والإجتماعي والثقافي والإنساني، وتعزيز احترام حقوق الانسان والحريات الأساسية للناس جميعًا دون أي تمييز سواءا كان عرقيا أو جنسانيا أو دينيا أو لغويا.

واعتمدت الجمعية العامة بموجب قرارها 53/243 في 6 تشرين الأول/ أكتوبر 1999 بأهمية الإعلان وبرنامج العمل بشأن ثقافة السلام اللذان يمثلان تكليفًا من العالم للمجتمع الدولي، وخاصة نظام الأمم المتحدة من أجل تعزيز ثقافة السلام واللاعنف التي تفيد البشرية وخاصة الأجيال القادمة.

وبُني هذا الإعلان على المفهوم الوارد في الميثاق التأسيسي لليونسكو الذي نصه ''لما كانت الحروب تتولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام''، وأكدت الجمعية العامة كذلك على أن السلام لا يتوقف على غياب الصراع وحسب، هوعملية دينامية وإيجابية وتشاركية، حيث تُشجع الحوارات وحل النزاعات بروح التفاهم والتعاون المتبادل.

وقد أقّرت الجمعية العامة للأمم المتحدة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان في قرارها رقم 65/5  الذي اتخذ في 20 تشرين الأول/أكتوبر 2010. وأشارت الجمعية العامة في قرارها إلى أن التفاهم المتبادل والحوار بين الأديان يشكلان بعدين هامين من الثقافة العالمية للسلام والوئام بين الأديان، مما يجعل الأسبوع العالمي وسيلة لتعزيز الوئام بين جميع الناس بغض النظر عن ديانتهم.

واعترافاً منها بالحاجة الملحة للحوار بين مختلف الأديان، ولتعزيز التفاهم المتبادل والإنسجام والتعاون بين الناس، تُشجّع الجمعية العامة جميع الدول إلى دعم هذا الأسبوع لنشر رسالة الانسجام والوئام من خلال كنائس ومساجد ومعابد العالم وغيرها من أماكن العبادة، على أساس طوعي ووفقا للقناعات والتقاليد الدينية الخاصة بهم.

يقع الاعتراف بأننا نتشارك وحدة المصير — وبحاجتنا إلى محبة ودعم بعضنا بعض للعيش في سلام ووئام في عالم مستدام — في موقع القلب من جميع النظم والتقاليد الدينية. فعالمنا يعاني من تواصل الصراعات واشتداد موجات التعصب مع تزايد أعداد اللاجئين والمشردين. كما نشهد كذلك توسع انتشار رسائل الكراهية بين الناس، وهو ما يؤكد الحاجة إلى التوجيه الروحي أكثر من أي وقت مضى. ولذا، فمن الضروري أن نضاعف الجهود لنشر رسالة حسن الجوار القائمة على الإنسانية المشتركة

فلنجدد إذن التزامنا برأب ما فرقته الانقسامات، وبتعزيز التفاهم الديني والتعاون بين الناس مهما كانت ثقافاتهم ومعتقداتهم. ولنشقَّ معاً طريقاً نحو عالمٍ أكثر سلماً وعدلاً ووئاماً لما فيه مصلحة الجميع.

تعريف بثقافة السلام

ثقافة السلام هي مجموعة من القيم والمواقف والتقاليد وأنماط السلوك وأساليب الحياة تستند إلى ما يلي:

  • احترام الحياة وإنهاء العنف وترويج وممارسة اللاعنف من خلال التعليم والحوار والتعاون؛
  • اﻻحترام الكامل لمبادئ السيادة والسﻻمة اﻹقليمية والاستقلال السياسي للدول وعدم التدخل في المسائل التي تعد أساسا ضمن اﻻختصاص المحلي ﻷي دولة، وفقا لميثاق اﻷمم المتحدة والقانون الدولي؛
  • اﻻحترام الكامل لجميع حقوق اﻹنسان والحريات اﻷساسية وتعزيزها؛
  • اﻻلتزام بتسوية الصراعات بالوسائل السلمية؛
  • بذل الجهود للوفاء باﻻحتياجات اﻹنمائية والبيئية للأجيال الحاضرة والمقبلة؛
  • احترام وتعزيز الحق في التنمية؛
  • احترام وتعزيز المساواة في الحقوق والفرص بين المرأة والرجل؛
  • اﻻعتراف بحق كل فرد في حرية التعبير والرأي والحصول على المعلومات؛
  • التمسك بمبادئ الحرية والعدل والديمقراطية والتسامح والتضامن والتعاون والتعددية والتنوع الثقافي والحوار والتفاهم على مستويات المجتمع كافة وفيما بين اﻷمم؛

زيارة الأمين العام لبابا الفاتيكان

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في أثناء زيارته للبابا فرانسيس في الفاتيكان في 19 كانون الأول/ديسمبر 2019: ’’في هذه الأوقات المضطربة والعسيرة، يجب أن نقف معًا من أجل السلام والوئام‘‘. وعبر السيد غوتيريش عن ’’تقديره العميق" للخدمة الاستثنائية التي يقدمها الزعيم الكاثوليكي في تعزيز العلاقات بين الأديان، بما في ذلك إعلانه التاريخي مع الإمام الأكبر للأزهر عن الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش معًا. وقال الأمين العام إن: ’’هذا الإعلان مهم للغاية وبخاصة عندما نرى هجمات دراماتيكية على الحرية الدينية وأنفس المؤمنين‘‘.

 

 

illustration of people with clock, calendar, to-do list and decorations

تٌعد المناسبات الدولية والعالمية فرصًا مواتية لتثقيف الجمهور العام بشأن القضايا ذات الاهتمام، ولحشد الإرادة السياسية والموارد اللازمة لمعالجة المشكلات العالمية، وللاحتفال بإنجازات الإنسانية ولتعزيزها. واحتُفل ببعض هذه المناسبات الدولية قبل إنشاء منظمة الأمم المتحدة، إلا أن الأمم المتحدة احتضنت تلك المناسبات واعتمدت مزيدا منها بوصفها جميعا أدوات قوية للدعوة.