الأمين العام يتحدث إلى صحفيين في أنتيغوا وبربودا وسط الأضرار التي خلفها إعصار ضرب الدولة.
الأمين العام أنطونيو غوتيريس (يسار) يتحدث إلى الصحفيين أثناء زيارته لبربودا ليرى بنفسه الدمار الذي خلفه إعصار إيرما (2017). تشكل وسائل الإعلام الخطاب العام بشأن تغير المناخ وكيفية التصدي له.
Photo:© الأمم المتحدة/Rick Bajornas

صحافة من أجل الكوكب: الصحافة في مواجهة الأزمة البيئية

يُخصص اليوم العالمي لحرية الصحافة في هذا العام لموضوع أهمية الصحافة وحرية التعبير في سياق الأزمة البيئية العالمية الحالية.

إن الوعي بجميع جوانب الأزمة البيئية العالمية وعواقبها هو أمر ضروري لبناء مجتمعات ديمقراطية. والعمل الصحفي لا غنى عنه لتحقيق هذا الغرض.

ويواجه الصحفيون تحديات كبيرة في البحث عن المعلومات بشأن القضايا المعاصرة ونشرها، من مثل مشاكل سلاسل التوريد، أو الهجرة المناخية، أو الصناعات الاستخراجية، أو التعدين غير القانوني، أو التلوث، أو الصيد غير المشروع، أو الاتجار بالحيوانات، أو إزالة الغابات، أو تغير المناخ. إن ضمان وضوح هذه القضايا هو أمر مهم جدا لتعزيز السلام والقيم الديمقراطية في كافة أنحاء العالم.

وفي سياق الأزمة الكوكبية الثلاثية التي يواجهها العالم —تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، وتلوث الهواء— فإن حملات التضليل/التضليل تتحدى المعرفة وأساليب البحث العلمي. تشكل الهجمات على صحة العلم تهديدًا خطيرًا للمناقشة العامة التعددية والمستنيرة. والواقع أن المعلومات المضللة والكاذبة حول تغير المناخ من الممكن أن تؤدي في بعض الحالات إلى تقويض الجهود الدولية الرامية إلى التصدي لها.

وقد تؤدي المعلومات الخاطئة أو المضللة بشأن القضايا البيئية إلى نقص الدعم العام والسياسي للعمل المناخي، والسياسات الفعالة، وحماية المجتمعات الضعيفة المتضررة من تغير المناخ، فضلا عن النساء والفتيات، حيث يُفاقم تغير المناخ التحديات الحالية.

ولتحقيق التنمية المستدامة، من الضروري أن يقدم الصحفيون تقارير دقيقة وفي الوقت المناسب وشاملة عن القضايا البيئية وعواقبها، وكذلك عن الحلول الممكنة.

ولذا، فإن هذا الأمر يتطلب استراتيجية شاملة تتضمن:

  • الوقاية والحماية من الجرائم المرتكبة ضدا على الصحفيين.
  • ضمان الحق في حرية التعبير، وحرية البحث العلمي، والوصول إلى المصادر الرئيسة للمعلومات، فضلا عن مكافحة المعلومات الخاطئة أو المضللة من طريق الصحافة.
  • تعزيز التعددية والتنوع واستمرارية وسائل الإعلام، وبخاصة وسائل الإعلام الإقليمية والمحلية والمجتمعية.
  • التأكد من أن حوكمة المنصات الرقمية تعزز شفافية شركات التكنولوجيا، ومساءلتها، وإيلائها العناية الواجبة، وتمكين المستخدمين، والإشراف على المحتوى وتنظيمه بناءً على المعايير الدولية لحقوق الإنسان، كما هو مبين في مبادئ يونسكو التوجيهية لحوكمة المنصات الرقمية.
  • تعزيز برامج التربية الإعلامية والمعلوماتية لتمكين المستخدمين من المهارات اللازمة للمشاركة والتفكير النقدي في البيئة الرقمية.

مذكرة مفاهيمية

المنشأ والهدف

أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي لحرية الصحافة في كانون الأول/ ديسمبر 1993، بناء على توصية من المؤتمر العام ليونسكو. ومنذ ذلك الحين يُحتفل بالذكرى السنوية لإعلان ويندهوك في جميع أنحاء العالم في 3 أيار/مايو باعتباره اليوم العالمي لحرية الصحافة.

ويعود تاريخ اليوم العالمي لحرية الصحافة إلى مؤتمر عقدته يونسكو في ويندهوك في عام 1991. وكان المؤتمر قد عُقد في الثالث من أيار/مايو باعتماد إعلان ويندهوك التاريخي لتطوير صحافة حرّة ومستقلّة وتعدديّة. وبعد مرور ثلاثين سنة على اعتماد هذا الإعلان، لا تزال العلاقة التاريخية بين حريّة التقصّي عن المعلومات ونقلها وتلقيها من جهة، وبين المنفعة العامة، من جهة أخرى،تحظى بذات القدر من الأهمية. وسوف تقام سلسلة من الاحتفالات لإحياء الذكرى الثلاثين لاعتماد الإعلان خلال المؤتمر الدولي لليوم العالمي لحرية الصحافة.

ان يوم 3 أيار/مايو بمثابة تذكير للحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة، وكما أنه يوم للتأمل بين الإعلاميين حول قضايا حرية الصحافة وأخلاقيات المهنة. وإنها فرصة لـ :

  • الاحتفال بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة
  • تقييم حالة حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم
  • الدفاع عن وسائل الإعلام من الاعتداءات على استقلالها
  • نحيي الصحفيين الذين فقدوا أرواحهم في أداء واجباتهم
hands holding book and journalist with gas mask

تعمل اليونسكو، بوصفها هيئة الأمم المتحدة التي تتمتع بولاية محددة في مجال تعزيز "التدفق الحر للأفكار عبر الكلمة والصورة"، على تشجيع إقامة بيئة إعلامية حرّة ومستقلّة وقائمة على التعدّدية في وسائل الإعلام المطبوعة والمذاعة والإلكترونية. وتطوير وسائل الإعلام بهذه الطريقة يعزّز حرية التعبير، ويسهم في إرساء السلام، وضمان الاستدامة، والقضاء على الفقر واحترام حقوق الإنسان.

Black and white photo of Guillermo Cano Isaza at his typewriter.

سيقام حفل الجائزة لهذا العام في قاعة المؤتمر العالمي لحرية الصحافة. وقد أنشئت جائزة يونسكو/غييرمو كانو العالمية لحرية الصحافة في العام 1997، بهدف تكريم شخص أو منظمة أو مؤسسة لقاء تقديم إسهام مرموق في الدفاع عن حرية الصحافة و/أو تعزيزها في أي بقعة من بقاع العالم، ولا سيما إذا انطوى ذلك على مخاطرة،وتحمل الجائزة اسم الصحفي الكولومبي غيرمو كانو إيسازا، الذي اغتيل بتاريخ 17كانون الأول/ ديسمبر من العام 1986 أمام مقر صحيفة "إلإسبكتاتور"، في بوغوتا.

illustration of people with clock, calendar, to-do list and decorations

تٌعد المناسبات الدولية والعالمية فرصًا مواتية لتثقيف الجمهور العام بشأن القضايا ذات الاهتمام، ولحشد الإرادة السياسية والموارد اللازمة لمعالجة المشكلات العالمية، وللاحتفال بإنجازات الإنسانية ولتعزيزها. واحتُفل ببعض هذه المناسبات الدولية قبل إنشاء منظمة الأمم المتحدة، إلا أن الأمم المتحدة احتضنت تلك المناسبات واعتمدت مزيدا منها بوصفها جميعا أدوات قوية للدعوة.