مكافحة غياب المساواة لبناء مستقبل مرن
تشكل موجات تسونامي تهديدًا كبيرًا لنا جميعًا، ولكنها تشكل خطورة خاصة على مجموعات معينة من الأشخاص، مثل النساء والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن. والهدف الرئيس لليوم العالمي للتوعية بأمواج تسونامي في هذا العام هو إذكاء الوعي بشأن أهمية الحد من المخاطر التي تسببها هذه الموجات العملاقة، وتحسين استعداد المجتمع.
ومع أن موجات تسونامي نادرة الحدوث، إلا أن لها عواقب مدمرة. ففي القرن الماضي، حدث 58 تسونامي فقط، لكنها أودت بأنفس أكثر من 260 ألف شخص. وفي المتوسط، تسببت كل كارثة في وفاة 4600 شخص، وهو ما يفوق أي خطر طبيعي آخر.
موضوع وشعار اليوم العالمي للتوعية بأمواج تسونامي لهذا العام هو ❞مكافحة غياب المساواة لمستقبل قادر على الصمود ❝، وهو ما يشدد على الموضوع الذي سُلط عليه الضوء في اليوم الدولي للحد من الكوارث. ويشجع الاحتفال جميع قطاعات المجتمع على المشاركة والتعاون في الحد من مخاطر الكوارث.
وتهدف الأنشطة في احتفالية هذا العام إلى استكشاف العلاقة القائمة بين موجات تسونامي ومسألة غياب المساواة. وتركز بوجه خاص على الكيفية التي يمكن بها أن يتسبب غياب المساواة في زيادرة خطورة أمواج تسونامي لبعض السكان، فضلا عن تسببها في زيادة فقر الضعفاء، وبالتالي تفاقم غياب المساواة.
حملة ’’قت تو هاي قراوند‘‘ (اصعودا إلى الأرض المرتفعة) #GetToHighGround
في عام 2022، دشنت مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث > حملة ’’قت تو هاي قراوند‘‘ (اصعودا إلى الأرض المرتفعة) #GetToHighGround لإذكاء الوعي بمخاطر أمواج تسونامي، مشجعة المواطنين على المشاركة في التدريبات المتعلقة بأساليب الهروب من الأمواج على طول الطرق المحددة للإخلاء، وهو ما يساعد المجتمعات على الاستعدادات للكوارث الطبيعية وبناء قدرتها على الصمود.
وأكدت الحملة أن الموت بسبب تلك الأمواج ليس أمرا حتميا. فالإنذار المبكر والاستعداد المبكر هما أداتان ناجعتان في حماية الناس وصون الأنفس والحيلولة دون تحول الأخطار إلى كوارث. ولنجاعة أدوات مثل تلك، ينبغي أن تشمل أنظمة الإنذار المبكر من أمواج تسونامي كل من يمكن أن يكون معرضا لمخاطرها، فضلا عن ضرورة أن تكون تلك الأنظمة قادرة على الإنذار من مخاطر متعدةة، كما ينبغي أن تكون المجتمعات المعنية على أهبة الأستعداد لتستطيع التصرف بشكل سريع.
معلومات أساسية
في كانون الأول/ديسمبر 2015، حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 5 تشرين الثاني/نوفمبر ليكون اليوم العالمي للتوعية بأمواج تسونامي، ودعت البلدان والهيئات الدولية والمجتمع المدني لإذكاء الوعي بأمواج تسونامي وتبادل الأساليب المبتكرة للحد من مخاطرها.
كان اليوم العالمي للتوعية بأمواج تسونامي من بنات أفكار اليابان التي اكتسبت على مر السنين خبرة كبيرة - بسبب تجربتها المتكررة والمرير - في مجالات من مثل الإنذار المبكر من قوع تسونامي والعمل العام وإعادة البناء بشكل أفضل بعد وقوع الكوارث بما يضمن الحد من الآثار المستقبلية. وتسهل مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث الاحتفال بهذا اليوم العالمي بالتعاون مع بقية منظومة الأمم المتحدة.
أمواج تسونامي نادرة الحدوث، ولكن يمكن أن تكون قاتلة للغاية. ففي السنوات ال 100 الماضية، أدى حدوث 58 كارثة للتسونامي إلى وفاة أكثر من 260،000 شخص، أو ما معدله 4600 شخص لكل كارثة، وهذا يتجاوز المخاطر الطبيعية الأخرى. وأدى التسونامي في المحيط الهندي في ديسمبر 2004 إلى أكبر عدد من الوفيات في تلك الفترة وتسبب ما يقدر ب 227000 حالة وفاة في 14 بلدا، حيث كانت اندونيسيا وسريلانكا والهند وتايلاند الأكثر تضررا.
وبعد ثلاثة أسابيع فقط، إجتمع المجتمع الدولي في كوبي، هيوغو في اليابان. وإعتمدت الحكومات إطار عمل هيوغو لمدة 10 سنوات ، وهو أول اتفاق عالمي شامل بشأن الحد من مخاطر الكوارث.
وأنشأوا أيضا نظام المحيط الهندي للتحذير والتخفيف من التسونامي ، حيث يضم العشرات من محطات الرصد وتسجيل الزلازل ومستوى سطح البحر ونشر التنبيهات إلى مراكز معلومات التسونامي الوطنية.
إن التوسع الحضري السريع والسياحة المتنامية في المناطق المعرضة للتسونامي يضع باستمرار المزيد من الناس في الأذى. مما يجعل الحد من المخاطر عاملا أساسيا إذا كان العالم يريد تحقيق تخفيضات كبيرة في معدل الوفيات الناتجة عن الكارثة وهو الهدف الأساسي لإطار سينداي، وهو الاتفاق الدولي لمدة 15 عاما حيث إعتمد في مارس 2015 خلفا لإطار عمل هيوغو.
ما هي أمواج تسونامي؟
تتألف كلمة "تسونامي" من الكلمات اليابانية "تسو" (بمعنى الميناء) و "نامي" (بمعنى موجة) . تسونامي هو عبارة عن سلسلة من الموجات الضخمة التي أنشأتها اضطرابات تحت الماء ولها عادة علاقة مع الزلازل التي تحدث في الأسفل أو بالقرب من المحيط.
ويمكن أن تتسبب ثوران البراكين والانهيارات الأرضية الغواصة، وتساقط الصخور الساحلية أيضا في تولد تسونامي، كما يمكن لكويكب كبير أن يؤثر على المحيط. إنها تنشأ نتيجة الحركة العمودية في قاع البحر والتي تتسبب في نزوح الكتلة المائية.
وتظهر موجات تسونامي في كثير من الأحيان كجدران من الماء ويمكن أن تهاجم الشاطئ وتصبح خطرة لعدة ساعات، مع قدوم موجات كل 5 إلى 60 دقيقة.
قد لا تكون الموجة الأولى هي الأكبر، ولكن غالبا ما تكون الموجة الثانية أو الثالثة او الرابعة أو حتى الموجات اللاحقة هي الأكبر، وبعد أن تفيض موجة واحدة، أو تفيض في المناطق البرية، فإنها تتراجع في اتجاه البحر في كثير من الأحيان بقدر ما يمكن للشخص أن يرى ذلك وبالتالي يصبح قاع البحر معرض للخطرأو مكشوفا. وبعد ذلك تندفع الموجة المقبلة إلى الشاطئ خلال دقائق وتحمل في طياتهه الكثير من الحطام العائمة التي دمرتها موجات سابقة.
ما هي أسباب التسونامي؟
الزلازل
تولد الزلازل عن طريق تحركات على طول الصدوع المرتبطة بحدود الصفائح.
تحدث معظم الزلازل القوية في مناطق الاندساس حيث تنزلق شرائح لوحة المحيط تحت الصفيحة القارية أو لوحة محيط أصغر.
لا تتسبب كل الزلازل في حدوث التسونامي. هناك أربعة شروط لازمة لتتسبب الزلازل في حدوث تسونامي:
- أن يحدث الزلزال تحت المحيط أو لنتيجة لإنزلاق المواد في المحيط.
- أن يكون الزلزال قويا، أي ما لا يقل عن حجم 6.5 على مقياس ريختر.
- أن يمزق الزلزال سطح الأرض، وان يحدث في عمق ضحل - أقل من 70 كيلومترا تحت سطح الأرض.
- أن يتسبب الزلزال في حركة عمودية لقاع البحر (تصل إلى عدة أمتار)
الإنهيارات الأرضية
من الممكن أن يجبر الإنهيار الأرضي الذي يحدث على طول الساحل كميات كبيرة من المياه بإتجاه البحر، الأمر الذي يتسبب في إخلال حركة المياه وبالتالي توليد تسونامي. ويمكن أيضا أن تؤدي الإنهيارات الأرضية تحت الماء إلى موجات تسونامي عندما تتحرك المواد العائمة جراء الانهيارات الأرضية بعنف، مما يدفع الماء أمامها.
الثورات البركانية
على الرغم من ندرتها نسبيا، تمثل الثورات البركانية العنيفة أيضا في تسريع الإضطرابات ، والتي يمكن أن تحل محل وحدات كبيرة من المياه وتوليد موجات تسونامي مدمرة للغاية في المنطقة المجاورة للمصدر.
في 26 أغسطس 1883 ، تم تسجيل أكبر تسونامي وأكثرها تدميرا على الاطلاق في بعد انفجار وانهيار بركان كراكاتوا في إندونيسيا. حيث ولد هذا الإنفجار موجات وصلت طولها إلى 135 قدما، ودمرت المدن والقرى الساحلية على طول مضيق سوندا في كل من جزيرتي جاوة وسومطرة، مما أسفر عن مقتل 36417 شخصا.
الإصطدامات بأجسام من خارج الأرض
إن أمواج تسونامي الناجمة عن الإصطدامات بأجسام من خارج الأرض مثل الكويكبات، والنيازك هو أمر نادر الحدوث للغاية. وعلى الرغم من عدم تسجيل تسونامي نتيجة نيزك او كويكب في التاريخ الحديث، يدرك العلماء أنه في حالة أصطدام الأجرام السماوية هذه بالمحيط، فأنها ستتسبب في نزوح كميات كبيرة من الماء مما لا شك فيه وبالتالي تتسبب في كارثة تسونامي.