11 آذار/مارس 2021

بعد مرور عام كامل على انتشار جائحة كوفيد-19، واجه عالمنا تسونامي من المعاناة، وفقدت الكثير من الأرواح، انقلبت الاقتصادات رأساً على عقب وتركت المجتمعات تتمايل. ان الأكثر ضعفا هم من عانوا أكثر من غيرهم.

لقد كان عامًا من مباني المكاتب الخالية، والشوارع الهادئة والمدارس المغلقة في معظم أنحاء العالم. أثني على النساء والرجال والشباب في كل مكان للتكيف مع العمل والتعلم والعيش بطرق جديدة. إنني أكرم العاملين الصحيين لتفانيهم وتضحياتهم وجميع العاملين الأساسيين الآخرين الذين حافظوا على استمرار عمل المجتمعات. وأحيي كل الذين وقفوا في وجه المعلومات المضللة، واتبعوا بروتوكولات السلامة. لقد ساعدت في إنقاذ الأرواح. 

ستواصل الأمم المتحدة تحريك المجتمع الدولي لجعل اللقاحات ميسورة التكلفة ومتاحة للجميع، والتعافي بشكل أفضل، والتركيز بشكل خاص على احتياجات أولئك الذين تحملوا عبء هذه الأزمة على مستويات عديدة - النساء والأقليات وكبار السن والأشخاص ذوو الإعاقة واللاجئون والمهاجرون والشعوب الأصلية.

مع بشرى اللقاحات، يمكننا أن نرى النور في نهاية النفق.

مباردة كوفاكس، وهي المبادرة العالمية للقاحات، بدأت تسليمها للقاحات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك بعض البلدان ذات الدخل المنخفض.

ومع ذلك ، فإنني أشعر بقلق عميق لأن العديد من البلدان منخفضة الدخل لم تتلق بعد جرعة واحدة، في حين أن البلدان الأكثر ثراء تسير على الطريق الصحيح لتطعيم سكانها بالكامل. نرى العديد من الأمثلة على قومية اللقاحات وتخزين اللقاحات في البلدان الأكثر ثراءً - فضلاً عن الصفقات الجانبية المستمرة مع الشركات المصنعة التي تقوض الوصول للجميع.

تمثل حملة التطعيم العالمية أعظم اختبار أخلاقي في عصرنا.

من الضروري كذلك إعادة تشغيل الاقتصاد العالمي - ومساعدة العالم على الانتقال من عزل المجتمعات إلى القضاء على الفيروس.

يجب اعتبار لقاحات كوفيد-19 منفعة عامة عالمية. يحتاج العالم إلى الاتحاد لإنتاج اللقاحات الكافية وتوزيعها للجميع، مما يعني على الأقل مضاعفة القدرة التصنيعية حول العالم.

لنعمل على تحقيق ذلك.  

وفقط معا يمكننا إنهاء هذه الجائحة والتعافي من آثارها.

وفقط معا يمكننا إنعاش اقتصاداتنا.

وبعد ذلك، يمكننا جميعا، معا، العودة إلى الأشياء التي نحبها.