10 أيار/ مايو 2023
 

شجرة الأركَان (أركانيا سبينوزا/Argania spinosa)، وهي نوع متوطن في المملكة المغربية، تنمو في المناطق القاحلة وشبه القاحلة. وهو النوع المُحدد لنظام بيئي للغابات يعرف باسم أركَانيري (Arganeraie) الغني بالنباتات المستوطنة. تتميز شجرة الأركَان بالمقدرة على الصمود في البيئات القاسية التي تتميز بندرة المياه وخطر التعرية والتربة الفقيرة.

تتمتع هذه المناطق الفريدة من المغرب حيث تزرع أشجار الأركَان منذ قرون، بالتنوع البيولوجي الزراعي والنظم الإيكولوجية القادرة على الصمود والتراث الثقافي القيم. ولهذه الأسباب، حظيت شجرة الأركَان باعتراف وحماية مختلف كيانات الأمم المتحدة.

في عام 1988، عينت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) مناطق إنتاج الأركَان المستوطنة بوصفها محمية المحيط الحيوي لأركَانيري. وفي عام 2014، أدرج اسم "الأركَان والممارسات والدراية الفنية المتعلقة بشجرة الأركَان" على قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية. بالإضافة إلى ذلك، اعترفت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في كانون الأول/ ديسمبر 2018 بالنظام الزراعي الرعوي القائم على الأركَان في منطقة آيت صواب- آيت منصور في المغرب بوصفه ضمن نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية.

وأعلنت أخيراً الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قرارها رقم 262/75 المؤرخ في 3 آذار/ مارس 2021، يوم 10 أيار/ مايو يوماً دولياً لشجرة الأركَان. وقد شاركت في دعم القرار الذي قدمته المملكة المغربية، 113 دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة واعتمد بتوافق الآراء. بتأسيس اليوم الدولي لشجرة الأركَان، أقرت الأمم المتحدة وعززت رؤية ملك المغرب جلالة الملك محمد السادس لتعزيز وتطوير التنوع الزراعي والثروة في المملكة.

ما هي شجرة الأركَان ولماذا هي مهمة؟

شجرة الأركَان والمعروفة أيضاً باسم "شجرة الحياة"، هي نوع من النباتات الرائعة. وتعزى أهميتها بشكل رئيسي إلى الحبوب الغنية بالزيت التي يتم استخراجها من ثمارها. زيت الأركَان ذو الشهرة العالمية له تطبيقات متعددة. وهو غني بمضادات الأكسدة والأحماض الدهنية الأساسية، واستخدم لعدة قرون في الطهي ومستحضرات التجميل والأغراض الطبية.

ومع ذلك، فإن أهمية شجرة الأركَان تتجاوز إنتاج زيتها. كما أنها تلعب دوراً حاسماً في تعزيز التنمية المستدامة للسكان المحليين وفي التخفيف من آثار تغيّر المناخ في المنطقة.

وفي هذا الأسبوع وفي الوقت الذي يشارك فيه المجتمع الدولي بنشاط في منتدى الأمم المتحدة المعني بالغابات، من المهم التأكيد على أن ممارسة الحراجة الزراعية التي تجمع بين الزراعة والحراجة، هي جانب رئيسي من أهمية شجرة الأركَان. يستخدم المزارعون في المغرب تقنيات الحراجة الزراعية لعدة قرون لزراعة محاصيل مثل القمح والشعير والعدس تحت ظلال أشجار الأركَان. وهذه الممارسة لا تزيد من خصوبة التربة فحسب بل تساعد أيضاً على منع تآكل التربة والتصحّر. فالجذور العميقة للشجرة تساعد على استقرار التربة ومنع تعرض التربة للتعرية بواسطة الرياح وهو أمر حاسم بشكل خاص في المناطق القاحلة وشبه القاحلة. وهذا هو السبب في أن نموذج الحراجة الزراعية المتعلق بشجرة الأركَان يمكن أن يفيد المجتمع الدولي الأوسع في معالجة التنمية المستدامة والتخفيف من الآثار السلبية لتغيّر المناخ.

أوراق الشجر والزهور والفاكهة غير الناضجة لشجرة الأركَان (أركانيا سبينوزا) بالقرب من أغادير، المغرب. الصورة: Wikimedia Commons.

لماذا تم تأسيس اليوم الدولي لشجرة الأركَان؟

إن إعلان الجمعية العامة اليوم الدولي لشجرة الأركَان يعكس حشد المجتمع الدولي حول القضية الهامة المتمثلة في حماية شجرة الأركَان والحفاظ عليها. هذا اليوم هو دعوة للترويج لهذه الشجرة الأسطورية ومشاركتها والاحتفال بها وجعل زراعتها رافعة اجتماعية واقتصادية مستدامة للمجتمعات المحلية.

وفي هذا السياق، يعتزم المغرب أن يكون الاحتفال بمثابة حافز للتعاون الدولي، بهدف دعم النسيج الاجتماعي والاقتصادي لرائدات الأعمال ولا سيما اللائي يعشن في المناطق الريفية والتعاونيات والمجتمع المدني الناشط جداً في هذا المجال والعلماء والمنتجين المحليين لتحقيق الازدهار والابتكار وتقديم القيمة.

علاوة على ذلك، أنشئ اليوم الدولي لشجرة الأركَان لتعزيز القيمة الثقافية والإيكولوجية والاقتصادية لشجرة الأركَان وتشجيع اعتماد ممارسات مستدامة لاستخدام الأراضي. يتيح الاحتفال فرصة لعرض الجهود المختلفة للمجتمعات المحلية في تعزيز الحفظ والاستخدام المستدام لشجرة الأركَان وموائلها. وتنظم أنشطة مثل الحلقات الدراسية والمعارض والمناسبات الثقافية في المغرب وفي مقر الأمم المتحدة في نيويورك وفي جميع أنحاء العالم لزيادة الوعي وتعزيز العمل من أجل الحفاظ على هذا النوع الفريد من الأشجار واستخدامه على نحو مستدام. ويعد اليوم الدولي بمثابة منصة لتبادل المعارف والخبرات وأفضل الممارسات بشأن الحفاظ على شجرة الأركَان واستخدامها المستدام ويساهم في الجهود العالمية لتعزيز التنمية المستدامة بأبعادها المتعددة.

ما هو موضوع الاحتفال لهذا العام ولماذا هو مهم؟

في كل عام، يركز الاحتفال باليوم الدولي لشجرة الأركَان على موضوع محدد يتعلق بحفظ شجرة الأركَان واستخدامها المستدام. موضوع الاحتفال لعام 2023 هو "التنمية الاجتماعية والاقتصادية المحلية واستدامة النظام البيئي لشجرة الأركَان". هذا الموضوع ذو أهمية كبيرة، حيث إن شجرة الأركَان ونظامها البيئي فريد من نوعه لبعض المناطق الأكثر جفافاً في المغرب. إن الحفاظ عليها أمر ضروري، ليس فقط للحفاظ على التنوع البيولوجي في المنطقة، ولكن أيضاً لأجل الرفاه الاقتصادي والثقافي للمجتمعات المحلية التي تعتمد عليها.

ومن خلال التركيز على التنمية الاجتماعية والاقتصادية المحلية، يدرك موضوع الاحتفال أهمية تمكين المجتمعات المحلية من القيام بدور نشط في إدارة مواردها الطبيعية والحفاظ عليها. ويمكن لهذا النهج أن يعزز زيادة الوعي بقيمة النظام الإيكولوجي لشجرة الأركَان وتقديره مما يؤدي إلى اعتماد ممارسات مستدامة لاستخدام الأراضي وتعزيز جهود الحفظ التي تقودها المجتمعات المحلية.

ومن خلال الاعتراف بالترابط بين صحة النظام الإيكولوجي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات المحلية، يبرز الموضوع أهمية تشجيع اتباع نهج كلي ومتكامل إزاء التنمية المستدامة يمكن تكراره في مناطق أخرى تواجه تحديات مماثلة ولا سيما في أفريقيا.

تحقيق الأمن الغذائي

في هذا السياق، من المهم التأكيد على أن ملك المغرب صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لديه رؤية واضحة وطموحة لتحقيق الأمن الغذائي في أفريقيا. وتستند هذه الرؤية إلى إيمان جلالة الملك بأن الوصول إلى الغذاء والموارد الكافية أمر ضروري لأفريقيا مستقرة ومزدهرة. وينطوي النهج الذي اتبعه المغرب لتحقيق هذه الرؤية على عدة استراتيجيات رئيسية:

يتم تصنيع منتجات شجرة الأركَان باستخدام الطرق التقليدية في منطقة فريدة من المغرب بالقرب من الصويرة. الصورة: RoubinakiM/Wikimedia Commons

أولاً، عن طريق زيادة الإنتاجية الزراعية في أفريقيا. في المغرب، نعتقد أنه يمكن تحقيق ذلك من خلال الاستثمار في الممارسات الزراعية المستدامة، مثل الزراعة العضوية وتحسين تقنيات الري وإدارة المياه. وتحقيقاً لهذه الغاية، أطلق ملك المغرب صاحب الجلالة الملك محمد السادس، عدة مبادرات، مثل خطة المغرب الأخضر التي تهدف إلى تحديث القطاع الزراعي في البلاد وتحسين الأمن الغذائي للمغاربة.

ثانياً، يولي المغرب أهمية خاصة للحد من الفقر وعدم المساواة في القارة الأفريقية التي ينتمي إليها. في الواقع، النمو الاقتصادي المستدام وخلق فرص العمل هما مفتاح تحقيق الأمن الغذائي. ولذلك فقد أعطى المغرب الأولوية للاستثمارات في البنية التحتية والتعليم والتكنولوجيا من خلال إنشاء العديد من مراكز التدريب المهني في المناطق الريفية لتزويد الشباب بالمهارات التي يحتاجون إليها لمتابعة حياتهم المهنية في مجال الزراعة.

ثالثاً، عن طريق معالجة أثر تغيّر المناخ على الزراعة والأمن الغذائي في أفريقيا. في الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP 22) التي عقدت في مراكش في عام 2016، نظم جلالة ملك المغرب محمد السادس، مؤتمر القمة الأفريقي للعمل من أجل الظهور القاري، الذي أطلق ثلاث لجان أفريقية للمناخ: لجنة المناخ للدول الجزرية الصغيرة ولجنة حوض الكونغو ولجنة مناخ منطقة الساحل. وتمثل هذه اللجان التي يدعمها المغرب بنشاط سياسياً وتقنياً ومالياً، خطوة هامة نحو تحقيق نهج منسق على نطاق القارة إزاء العمل المناخي والتنمية المستدامة في أفريقيا.

إن رؤية المغرب لتحقيق الأمن الغذائي في أفريقيا رؤية شاملة ومتعددة الأوجه. وهي تعترف بالترابط بين الزراعة والحد من الفقر والنمو الاقتصادي وتغيّر المناخ وتسعى إلى معالجة هذه القضايا بطريقة متكاملة ومستدامة. في إطار الاحتفال باليوم الدولي لشجرة الأركَان نأمل أيضاً في خلق ديناميكية مستمرة تناصر الحلول النابعة من أفريقيا والتي يمكن لكل فرد فيها الوصول إلى الغذاء والموارد الكافية المنتجة محلياً.

ما هي الفوائد الاجتماعية والاقتصادية والغذائية والصحية والثقافية لزراعة شجرة الأركَان؟

توفر زراعة شجرة الأركَان في المغرب فوائد اجتماعية واقتصادية وتغذوية وثقافية مهمة للمجتمعات المحلية. وقد أدى إنتاج زيت الأركَان على وجه الخصوص، إلى خلق فرص عمل لا سيما للنساء المشاركات في عملية تكسير وطحن حبات الأركَان الكثيفة العمالة. وقد ساهم الدخل المتولّد من إنتاج زيت الأركَان في الحد من الفقر وتمكين المرأة وتحسين سبل العيش في المجتمعات الريفية.

يتم استخدام ثمار الشجرة وزيتها في تحضيرات الطهي. فالزيت غني بمضادات الأكسدة والأحماض الدهنية الأساسية مما يجعله بديلاً صحياً لزيوت الطهي الأخرى. وقد ثبت أن له خصائص مضادة للالتهابات والتي يمكن أن تساعد في تقليل خطر الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والتهاب المفاصل. ويمكن لخصائصه المرطبة أن تحسن صحة الجلد والشعر.

كما أن لشجرة الأركَان أهمية ثقافية وقد نُقلت المعرفة والممارسات المرتبطة بزراعتها واستخدامها عبر الأجيال.

وتدعم زراعة شجرة الأركَان ممارسات استخدام الأراضي المستدامة وحفظ التنوع البيولوجي مما يجعلها مورداً قيماً في المناطق القاحلة وشبه القاحلة. إن الخصائص الفريدة للشجرة ومساهماتها تجعلها مورداً مهما للمجتمعات المحلية والمجتمع الدولي الأوسع.

زيت ثمار شجرة الأركَان. الصورة: Werner100359/Wikimedia Commons

كيف تعالج زراعة شجرة الأركَان تغيّر المناخ؟

يمكن أن تكون زراعة شجرة الأركَان وسيلة فعالة للتخفيف من آثار تغيّر المناخ ولا سيما التصحّر، نظراً لقدرتها على تثبيت التربة ومنع التعرية. وتتكيف شجرة الأركَان بشكل جيد مع المناطق القاحلة وشبه القاحلة مما يجعلها مورداً قيماً لممارسات الاستخدام المستدام للأراضي في هذه المناطق. بالإضافة إلى ذلك، فإن الجذور العميقة لشجرة الأركَان تمكنها من الوصول إلى المياه الجوفية وهو أمر بالغ الأهمية في المناطق التي تكون فيها المياه السطحية شحيحة. كما أن تحمل الشجرة للجفاف وغيره من الظروف البيئية القاسية يقلل أيضاً من الحاجة إلى الري والممارسات الأخرى الكثيفة الاستخدام للموارد.
علاوة على ذلك، تلعب شجرة الأركَان دوراً حيوياً في عزل الكربون مما يساعد على تقليل كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. توفر المظلة الكبيرة للشجرة وأوراق الشجر الكثيفة الظل وتعزز الاحتفاظ بالرطوبة مما يخلق مناخاً أصغرياً يدعم نمو الأنواع النباتية الأخرى.

ما هي الأساليب الخاصة التي طُورت لزراعة الشجرة على نطاق واسع وكيف يمكن تكييفها مع البلدان والمناطق الأخرى؟

تتطلب زراعة شجرة الأركَان على نطاق واسع تقنيات خاصة لضمان النجاح في التأسيس والنمو. إحدى هذه الطرق هي استخدام الفطريات الجذرية والتي تشكل علاقات تكافلية مع جذور الشجرة وتساعد على تعزيز امتصاص العناصر الغذائية ومقاومة الإجهاد البيئي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد استخدام تقنيات الري الحديثة مثل الري بالتنقيط في الحفاظ على المياه مع ضمان مستويات الرطوبة المثلى لنمو الشجرة. ويمكن تكييف هذه التقنيات في بلدان ومناطق أخرى ذات ظروف بيئية مماثلة ولا سيما تلك التي تواجه التصحّر وغيره من آثار تغيّر المناخ.

كيف يمكن أن تدعم زراعة شجرة الأركَان التنمية المستدامة وخطة التنمية المستدامة لعام 2030؟

إن زراعة شجرة الأركَان تدعم التنمية المستدامة وتساهم في تحقيق خطة عام 2030 بعدة طرق. فمن خلال توفير فرص العمل والحد من الفقر وخاصة بالنسبة للنساء، تدعم زراعة شجرة الأركَان أهداف التنمية المستدامة المتمثلة في القضاء على الفقر وتعزيز المساواة بين الجنسين (الهدفان 1 و5 من أهداف التنمية المستدامة). إن قدرة الشجرة على منع تعرية التربة وتعزيز الحفاظ على التنوع البيولوجي تدعم هدف ضمان الاستخدام المستدام للأراضي والنظم الإيكولوجية (الهدف 15 من أهداف التنمية المستدامة). كما تشجع زراعة شجرة الأركَان على تبني ممارسات زراعية مستدامة مثل استخدام الفطريات الجذرية وتقنيات الري الحديثة التي تسهم في تحقيق هدف ضمان الأمن الغذائي وتعزيز الزراعة المستدامة (الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة). وأخيراً، فإن قدرة الشجرة على عزل الكربون والتخفيف من آثار تغيّر المناخ تدعم هدف مكافحة تغيّر المناخ وآثاره (الهدف 13 من أهداف التنمية المستدامة).

وبموجب التعليمات السامية لصاحب الجلالة محمد السادس، فإن المغرب مدافع قوي ولاعب نشط في التعاون فيما بين بلدان الجنوب بما في ذلك في مجال الأمن الغذائي، ويواصل دعمه الفعال للتنمية الزراعية في البلدان الأفريقية الأخرى وكذلك في بلدان البحر الكاريبي والمحيط الهادئ. على سبيل المثال، توفر مبادرة المغرب لتقاسم الأسمدة أسمدة مدعومة لهذه البلدان مع التركيز على تلك المعرضة بشكل خاص لانعدام الأمن الغذائي. وقد حقق البرنامج نجاحاً كبيراً وأسهم في تحقيق زيادات كبيرة في الإنتاجية الزراعية في البلدان المتلقية. وبالإضافة إلى هذه المبادرة، قدم المغرب أيضاً في سياق التعاون فيما بين بلدان الجنوب بشأن الأمن الغذائي، ما يلي:

شجرة أركَان وحيدة في منطقة قاحلة، تافراوت في المغرب. الصورة: F.Benotman/Wikimedia Commons

تقديم المساعدة التقنية وبناء القدرات للبلدان الأفريقية الشقيقة بشأن مجموعة من القضايا الزراعية، بما في ذلك إدارة المياه وحفظ التربة وتنويع المحاصيل. وشمل ذلك عقد حلقات عمل وجولات دراسية وغير ذلك من أشكال بناء القدرات للمساعدة في بناء مهارات ومعارف المزارعين والفنيين الزراعيين الأفارقة.

تطوير البنية التحتية الزراعية، بما في ذلك أنظمة الري ومرافق التخزين ومصانع التجهيز. وقد ساعد ذلك على تحسين كفاءة وإنتاجية النظم الزراعية وساهم في تطوير الصناعات ذات القيمة المضافة في القارة الأفريقية.

تعزيز التجارة الإقليمية. كان المغرب مدافعاً قوياً عن التجارة الإقليمية ومنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية بما في ذلك المنتجات الزراعية. وتهدف المملكة إلى خلق أسواق جديدة للمنتجات الزراعية والمساهمة في تطوير أنظمة غذائية إقليمية أكثر تكاملاً واستدامة.

البحث والابتكار. استثمر المغرب في البحث والابتكار في الزراعة، وعمل على تطوير تقنيات ومقاربات جديدة لمواجهة تحديات الأمن الغذائي وتغيّر المناخ. وشمل ذلك تطوير محاصيل مقاومة للجفاف بما في ذلك في مجال زراعة شجرة الأركَان واستخدام تقنيات الزراعة الدقيقة، فضلاً عن تعزيز ممارسات الاستخدام المستدام للأراضي.

ويشمل دعم التنمية المستدامة وخطة عام 2030 أيضاً بناء الشراكات والتعاون فيما بين بلدان الجنوب (الهدف 17 من أهداف التنمية المستدامة: تعزيز الشراكة العالمية من أجل التنمية المستدامة). ومن خلال تبادل الخبرات والموارد مع البلدان الأخرى، أظهر المغرب التزامه بالتصدي للتحديات الملحة للأمن الغذائي والحد من الفقر في منطقتنا وساعد على بناء مجتمعات أقوى وأكثر قدرة على الصمود في جميع أنحاء أفريقيا ومع مختلف بلدان الجنوب العالمي.

كيف يمكن تكرار فوائد زراعة شجرة الأركَان في المجتمع الدولي الأوسع؟

يمكن تكرار فوائد زراعة شجرة الأركَان في المجتمع الدولي الأوسع من خلال تنفيذ ممارسات الحراجة الزراعية المستدامة التي تعطي الأولوية للحفظ والتنمية الاجتماعية والاقتصادية. ويمكن أن يشمل ذلك إقامة شراكات ومبادرات لتبادل المعرفة بين أصحاب المصلحة المغاربة والمنظمات الدولية والباحثين والممارسين. علاوة على ذلك، فإن ممارسات الاستخدام المستدام للأراضي التي تدعم نمو غابات الأركَان يمكن أن تسهم في التخفيف من آثار تغيّر المناخ وهي قضية عالمية.

ولضمان النجاح في ازدواجية فوائد زراعة شجرة الأركَان، من الضروري تكييف النهج مع السياق والاحتياجات المحددة لكل مجتمع. ويشمل ذلك تقييم الظروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المحلية وتصميم البرامج والمبادرات المناسبة للظروف الخاصة بمجتمع بعينه. علاوة على ذلك، يمكن وضع برامج لبناء القدرات ومبادرات تعليمية تعزز ممارسات الحراجة الزراعية المستدامة لتزويد المجتمعات المحلية بالمهارات والمعارف اللازمة لتنفيذ مشاريع زراعة الأركَان الناجحة.

ومن خلال تكرار الممارسات المستدامة المستخدمة في زراعة شجرة الأركَان وحفظها، يمكن للمجتمعات الأخرى في جميع أنحاء العالم أن تستفيد من خدمات النظام الإيكولوجي التي تقدمها شجرة الأركَان مثل حفظ التربة والاحتفاظ بالمياه وعزل الكربون والتنمية الاجتماعية والاقتصادية وتمكين المرأة وبالتالي المساهمة في التنمية المستدامة وتحقيق خطة عام 2030.
 

وقائع الأمم المتحدة ليست سجلاً رسمياً. إنها تتشرف باستضافة كبار مسؤولي الأمم المتحدة وكذلك المساهمين البارزين من خارج منظومة الأمم المتحدة الذين لا تعبر آراءهم بالضرورة عن آراء الأمم المتحدة. وبالمثل، الحدود والأسماء المعروضة والتسميات المستخدمة في الخرائط أو المقالات، لا تعني بالضرورة موافقة أو قبول من قِبل الأمم المتحدة.