دعا منذر محمد، مناصر الشباب مع منظمة يونيسف- السودان المجتمع الدولي إلى حماية كوكب الأرض من التلوث البيئي والكوارث الطبيعية التي قد تحصل في المستقبل. ومنذر محمد، هو مبتكر وناشط  بيئي من الدمازين، عاصمة ولاية النيل الأزرق في السودان والتي تأثرت بشدة بالتغير المناخي.

أدى تغير المناخ إلى تفاقم وتيرة وشدة الكوارث المناخية مثل موجات الحر والجفاف والفيضانات، فضلا عن ندرة المياه وتدهور البيئة في النيل الأزرق. كما انخفض هطول الأمطار على مدى الثلاثين عامًا الماضية وأصبح أكثر تقلبًا. المياه الجوفية - التي توفر مياه الشرب وتدعم أنظمة الصرف الصحي والزراعة والصناعة والنظم البيئية - يتم استنفادها في أجزاء كثيرة من المنطقة.

 
 

هذا العام وحده، أثرت الأمطار الغزيرة والفيضانات المفاجئة على ما يقرب من 350 ألف شخص، ودمرت وألحقت أضرارًا بآلاف المنازل في 16 ولاية من أصل 18 ولاية في جميع أنحاء السودان. تؤدي الكوارث إلى تفاقم المشاكل الاجتماعية والاقتصادية في البلاد.

 
في هذا الشأن، قال منذر محمد إن الدول الأفريقية مهددة بسبب تغير المناخ والذي يساهم في حدوث الظواهر الجوية المتطرفة مثل الفيضانات والتصحر وغيرها، وأضاف:

"يجب أن يتم عقد اجتماعات ومؤتمرات في تلك الدول للتخطيط وإيجاد الحلول للمشاكل البيئية قبل حصولها."

هذا العام، سيعقد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في مصر - رابع دولة أفريقية تستضيف أكبر تجمع سنوي في العالم حول العمل المناخي. سيسعى المؤتمر إلى تقديم حلول لمجموعة من القضايا تتعلق بالحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ومساعدة دول مثل السودان على بناء المرونة والتكيف مع آثار تغير المناخ، وتمويل العمل المناخي.

في هذا الصدد، وجه الناشط السوداني رسالة إلى المجتمعين في هذا المؤتمر:

" الرسالة التي أوجهها إلى أصحاب القرار أن يوفروا الدعم المالي والتكنولوجي والفني فضلا عن دعم المشاريع التي تعمل بالطاقة المتجددة للحفاظ على المناخ والبيئة، وأن يفكروا في حماية المجتمع من خطر التلوث البيئي في المستقبل"

تتمتع دول مثل السودان بكل مقومات إنتاج الطاقة المتجددة خاصة الطاقة الشمسية. وتعد الطاقة المتجددة هي الحل الرئيسي لتحديات التنمية التي تواجه السودان، حيث يفتقر60% من السكان إلى الكهرباء.

في عام 2019، قام منذر مع مجموعة من الشباب بتأسيس جميعة "أجيال المستقبل" بهدف تغيير بلدهم ومستقبلهم بشكل إيجابي.

هؤلاء الشباب كانوا يعانون من الوصول إلى مدارسهم وخاصة وأن البلاد تعاني من أزمة وقود، مما دفعهم إلى بناء مركبة تعمل بالطاقة الشمسية تساعدهم في التنقل وفي نفس الوقت، تعمل على حماية البيئة من تغير المناخ والتلوث.

"السبب في تشكيل هذه الجمعية هي مشاكل تواجهنا في المجتمع، مشاكل في البيئة والمناخ حيث نعاني من أزمة الوقود والتي سببت لنا تحديات كثيرة. كنا نواجه صعوبات في الوصول إلى المدارس، ففكرنا باختراع مركبة تعمل بالطاقة الشمسية."

تلتزم "أجيال المستقبل" أيضًا بتمكين الشباب لإحداث تغيير إيجابي في مجتمعاتهم. اليوم، تم تسجيل المركبة التي قاموا ببنائها لمساعدة الناس في الوصول إلى أماكن مثل المدارس والمستشفيات. ويطمح منذر في نهاية المطاف إلى إنشاء مساحة للشباب لدفعهم لابتكار منتجات صديقة للبيئة.

وعن رسالته إلى الشباب السوداني، يقول منذر:

"رسالتي إلى الشباب في السودان، أن يدعموا الطاقة المتجددة وبالذات الطاقة الشمسية وأن يفكروا في المشاريع التي تعمل بالطاقة الشمسية للمحافظة على المناخ."