
التعامل مع الانتقادات بطريقة بناءة!
هل تشعرون أنكم كنتم موضعا للانتقاد؟ خذوا نفَسكم!
فقد مر معظمنا بالتجربة التالية: يأتي مشرف(ة) أو زميل(ة) إلى مكتبكم ويقول بأسلوب يخالف قواعد الاحترام أن مشروعكم السابق لم ينجز بشكل جيد. وهنا تدفعكم الغريزة إلى الدفاع عن نفسكم أو حتى إلى ردة فعل قوية. ثم يبدأ الجدال وتُفقَد السيطرة على الموقف.
دعونا إذن نأخذ لحظة للتفكير: ما هو رد فعلكم الأول في هذه الحالة الهشة؟ هل تشعرون بأنك تتعرضون للمهاجمة؟ هل يبدأ ردكم بعبارة ”نعم، ولكن...؟“ هل تلقون باللوم على غيركم من الزملاء أم تسعون إلى الانتقام؟ هل تعتبرون أن الانتقادات تقصدكم شخصيا فتشعرون بالاستياء؟ هل تتجاهلونها أو ترفضونها أو تمنعون توجيهها إليكم؟
وفي حين أن ميلنا الطبيعي قد يتمثل في الرد على الانتقادات بهذه الطرق، فإن لدينا أيضا فرصة للتصرف في هذه الحالات بوعي أكبر. ولا توجد وصفات سهلة تبين كيفية التصرف في حالات النزاع المعقدة، ولكن ما يلي قد يكون مفيدا في تحويل تلك الحالات إلى فرص للنمو الشخصي.
1- خذوا نفَسكم
تمهلوا وتفكروا: ما الذي كنتم ستقولونه أو ستفعلونه؟ فكروا في استجابتكم الغريزية وقاوموها! ولا تولوا اهتماما لأسلوب نظيركم/نظيرتكم، فأنتم مسؤولون فقط عن رد فعلكم وسلوككم الذي يحفظ كرامتكم، لا عن سوء سلوك الشخص الآخر.
2- اعترفوا بجهد الطرف الآخر
بدلا من رد فعلكم الأولي، اعترفوا بأن الطرف الآخر خصص وقتا وبذل جهودا للإدلاء لكم بتعليقات. وإذا كانت لدى الشخص الذي يوجه لكم الانتقادات نوايا سيئة، فإن مجرد التقدم له(ا) بالشكر يمكن أن ينزع سلاحه(ا) بالفعل. فالعبارات الدفاعية أو الهجمات المضادة لن تساعد في إيجاد الحل ولن تؤدي إلا إلى اشتداد توتر الوضع. وبدلا من ذلك، بينوا أنكم على استعداد للاستماع. وضعوا في اعتباركم أن قبول التعليقات لا يعني بالضرورة الموافقة عليها.
3- اسألوا
في الخطوة التالية، حاولوا طرح أسئلة محددة حول الموضوع بدءا من ”متى وأين وكيف“. فمن شأن ذلك أن يحول الانتقادات الشخصية إلى انتقادات محددة وأن يثبت أنكم استمعتم للطرف الآخر. واستفسروا عن الانتقادات التي تركز على سلوك محدد أو على المشروع الملموس بدلا من التركيز على شخصكم.
4- أضيفوا وجهة نظركم
اطلبوا السماح لكم بإضافة وجهة نظركم حول المسألة. وأعربوا عن رأيكم بوضوح مع الإشارة إلى ما توافقون عليه، ومع الاعتذار عند الاقتضاء. واحرصوا أيضا على توضيح الجوانب التي لا توافقون عليها. واشرحوا وجهة نظركم بهدوء، واحتفظوا بتركيزكم على المسألة قيد النظر.
5- اعملوا على إيجاد الحلول
اسألوا الشخص الآخر عما يمكنكم القيام به في المستقبل لتناول الأمر بشكل أفضل وأعربوا عن استعدادكم لإيجاد الحل. وعلى أية حال، يجب المضي قدما والتوجه نحو المستقبل والتركيز على إجراءات محددة فيما بعد.
الحرص على الحديث بصيغة المتكلم واستخدام الضمير ”أنا“ بدل صيغة المخاطَب(ة) والضمير ”أنتَ/أنتِ“
فصيغة المتكلم تقدم للطرف الآخر مزيدا من المعلومات عنكم بدلا من اتهامه(ا) بأنه(ا) سبب المشكلة. ويمكن أن تتبعوا الخطوات الثلاث التالية للتعبير عما يلي:
- الملاحظة: ”لقد لاحظت...“، ”رأيت...“، ”عندما تفعل(ين)...، أشعر...“
- المشاعر: ”أشعر (مع توضيح المشاعر، كالإحباط أو الاستياء أو نفاذ الصبر مثلا)
- الترابط: ”... لأن...“ (مع شرح السبب الذي يجعل سلوكا ما يؤدي إلى تلك المشاعر)
6- ابحثوا عن خيارات تناسب الطرفين!
ابحثوا عن الحلول الممكنة للطرفين كليهما وركزوا على علاقة العمل الممكن أن تربط بينكما في المستقبل بدلا من التركيز على الأحداث الماضية.