النمو السكاني

 ارتفع عدد سكان العالم بأكثر من ثلاثة أضعاف مقارنة بما كان عليه في منتصف القرن العشرين، إذ بلغ 8.0 مليار نسمة في منتصف نوفمبر 2022 بعد ما كان يقدر بنحو 2.5 مليار شخص في عام 1950، وازداد بمليار فرد منذ عام 2010 وبمليارين منذ عام 1998. ومن المتوقع أن يواصل على هذا المنوال ليرتفع بنحو ملياري فرد خلال السنوات الثلاثين المقبلة، ليصل إلى 9.7 مليار بحلول عام 2050.  كما أنه من المرجح أن يبلغ ذروته بما يقرب من 10.4 مليار في منتصف العقد الثامن من هذا القرن. ويُتوقع أن يزيد عدد سكان العالم بما يقرب ملياري فرد في الـ30 عاما المقبلة، وهذا يعني يزيد سكان العالم من 8 مليارات في الوقت الراهن إلى 9.7 مليار مع حلول عام 2050، وأن يصل العدد إلى 10.4 مليارا في منتصف العقد الثامن من هذا القرن.

والعامل في هذا النمو الكبير هو زيادة عدد الأفراد الذين يبلغون سن الإنجاب، والارتفاع التدريجي في عمر الإنسان، وزيادة التحضر وتسارع الهجرة. كما رافق هذا النمو تغيرات كبيرة في معدل الخصوبة. ولهذه الاتجاهات آثار بعيدة المدى على الأجيال المقبلة.

يوم الثمان مليارات

في يوم 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، بلغ عدد سكان العالم 8 مليارات شخص، مما يعتبر معلما بارزا في تاريخ التنمية البشرية. وفي حين استغرق نمو سكان العالم 12 عاما من لينتقل من 7 إلى 8 مليارات نسمة، فإنه من المتوقع أن يستغرق ما يقرب من 15 عاما - حتى عام 2037 – ليبلغ عدد 9 مليارات نسمة، ما يدل على أن معدل النمو الإجمالي لسكان العالم في تباطؤ. ومع ذلك، لا تزال مستويات الخصوبة مرتفعة في بعض البلدان بالخصوص، وعلى رأسها البلدان ذات الدخل الفردي الأدنى. ولذا صار النمو السكاني العالمي متمركزا بشكل متزايد في البلدان الأكثر فقرا، معظمها في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. 

الصين والهند: الدول الأكثر اكتظاظًا بالسكان

تبقى الصين (1.4 مليار نسمة) والهند (1.4 مليار نسمة) أكثر دولتين اكتظاظا في العالم، مع أكثر من مليار شخص، وتمثل كلتاهما نسبة حوالي 18 في المائة من سكان العالم. ومع حلول عام 2023، يُتوقع أن تتجاوز الهند الصين لتصبح أكبر بلدان العالم سكانا، في حين يُتوقع أن ينخفض عدد سكان الصين بنسبة 2.7% (أي 48 مليونا) بين عامي 2019 و 2050.  (المصدر: التوقعات السكانية العالمية لعام 2022 وبوابة بيانات صندوق الأمم المتحدة للسكان).

العالم في 2100

يُتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 8.5 مليار في عام 2030، وأن يزيد بعد ذلك إلى 9.7 مليار نسمة مع حلول عام 2050 ثم يصل بعد ذلك إلى  10.4 مليار نسمة بحلول عام 2100. وهذه التوقعات — كما هو الحال في كل التوقعات — ليست  يقينية تماما. وتستند النتائج المذكورة على متغير متوسط التقديرات، الذي يفترض انخفاض الخصوبة في البلدان التي لم يزل فيها نمط الأسر الكبيرة سائدا، فضلا عن زيادة طفيفة في معدل الخصوبة في عديد البلدان التي لكل امرأة فيها طفلين أو أقل في المتوسط. ويُتوقع أن تتحسن احتمالات التعمر في جميع البلدان.

أفريقيا هي القارة الأسرع نموا

ثُتوقع أن يحدث أكثر من نصف النمو السكاني العالمي بين زماننا الحاضر وعام 2050 في أفريقيا.  فلأفريقيا أعلى معدل نمو سكاني في المناطق الرئيسية.  ويُتوقع أن يتضاعف عدد سكان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بحلول عام 2050. كما يُتوقع زيادة عدد السكان في أفريقيا بسرعة حتى لو انخفضت مستويات الخصوبة في المستقبل القريب بنسبة كبيرة. وبغض النظر عن الضبابية التي تحيط بالاتجاهات المستقبلية للخصوبة في إفريقيا، فإن العدد الكبير من الشباب الموجودين في القارة في الوقت الحاضر — وهم من يُتوقع وصولهم سن البلوغ في السنوات المقبلة وأن يكون لديهم ذرية — يضمن أن تضطلع القارة بدور رئيسي في تشكيل حجم سكان العالم وتوزيعهم على مدى العقود المقبلة.

نقصان عدد السكان في أوروبا

في أوروبا — على عكس الحال القائمة في أفريقيا — يُتوقع أن ينخفض عدد السكان في 61 بلدا أو منطقة في العالم مع حلول عام 2050. حيث يُتوقع أن تنخفض نسبة السكان في عدة بلدان بنسبة أكثر من 15 % مع حلول عام 2050، بما في ذلك دولا مثل البوسنة والهرسك وبلغاريا وكرواتيا وهنغاريا واليابان ولاتفيا، وليتوانيا وجمهورية مولدوفا ورومانيا وصربيا ووأوكرانيا. إن المستوى الحالي للخصوبة (حوالي 2.1 طفل لكل امرأة) في جميع البلدان الأوروبية هو دون المستوى اللازم للإحلال الكامل على المدى الطويل، وفي معظم الحالات، لم يزل معدل الخصوبة دون مستوى الإحلال الكامل لعدة عقود.

العوامل المؤثر في النمو السكاني

معدلات الخصوبة

يعتمد النمو السكاني في المستقبل اعتمادا كبيرا على اتجاه معدل الخصوبة في المستقبل. ووفقا لتقرير التوقعات السكانية العالمية (2022)، يُتوقع أن تنخفض الخصوبة العالمية من 2.3 طفل لكل امرأة في عام 2021 إلى 2.1 % في عام 2050. 

زيادة التعمر

     

    إجمالا، حُققت مكاسب كبيرة في زيادة متوسط العمر المتوقع في السنوات الأخيرة. فعلى الصعيد العالمي، يُتوقع ارتفاع متوسط العمر المتوقع عند الولادة من 72.8 عاما في عام 2019 إلى 77.2 عاما مع حلول عام 2050. وعلى الرغم من التقدم المحرز في تقليل الفروق في نسب التعمر بين البلدان، إلا أن تلك الفروق الكبيرة لم تزل موجودة. وفي عام 2021، لم يزل متوسط العمر في أقل البلدان نموا متأخرا عن المتوسط العالمي بما يزيد عن سبع سنوات بسبب النسب العالية لوفيات الأطفال والوفيات النفاسية، فضلا عن مستويات العنف والصراعات وتأثير وباء الإيدز. 

     

      الهجرة الدولية

      الهجرة الدولية هي مكون أصغر بكثير من الولادة أو الوفاة في ما يتصل بالتأثير في التغير السكاني. ومع ذلك، كان تأثير الهجرة على حجم السكان في بعض البلدان والمناطق كبيرا، وبخاصة في البلدان التي ترسل أو تستقبل أعدادا كبيرة نسبيا من المهاجرين لأسباب اقتصادية أو في البلدان التي تأثرت بتدفق اللاجئين. وعموما، وفي الفترة ما بين عام 2010 وعام 2021، شهد (وسيشهد) 17 بلدا وإقليما وصول يصل إلى أكثر مليون مهاجر، في حين يشهد (وسيشهد) عشرة بلدان خروج ما يصل إلى نفس الرقم.

      دور الأمم المتحدة في قضايا السكان

      شاركت منظومة الأمم المتحدة في معالجة هذه القضايا المعقدة والمترابطة - ولا سيما من خلال عمل صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) وشعبة السكان التابعة للأمم المتحدة في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية.

      شعبة السكان في الأمم المتحدة

      وتجمع شعبة السكان التابعة للأمم المتحدة معلومات بشأن قضايا مثل الهجرة الدولية، والتنمية، والتوسع الحضري، والآفاق والسياسات السكانية العامة، وإحصاءات الزواج والخصوبة. وتقدم خدماتها إلى هيئات الأمم المتحدة المختلفة مثل لجنة السكان والتنمية، كما تدعم تنفيذ برنامج العمل الذي اعتمده المؤتمر الدولي للسكان والتنمية الذي عقد في عام 1994.

      وتقوم الشعبة بإعداد التقديرات والإسقاطات الديمغرافية الرسمية للأمم المتحدة لجميع بلدان العالم ومناطقه، وتساعد الدول في بناء قدراتها على صياغة سياسات سكانية، كما تحسن الشعبة تنسيق أنشطة منظومة الأمم المتحدة ذات الصلة عن طريق مشاركتها في لجنة تنسيق الأنشطة الإحصائية .

      صندوق الأمم المتحدة للسكان

      بدأ صندوق الأمم المتحدة للسكان عملياته في عام 1969 لتولي دور قيادي داخل منظومة الأمم المتحدة في تعزيز البرامج السكانية، بناءً على حق الإنسان للأفراد والأزواج في تحديد حجم أسرهم بحرية. وفي المؤتمر الدولي للسكان والتنمية (القاهرة، 1994)، تم تجسيد ولايتها بمزيد من التفصيل، لإعطاء مزيد من التركيز على الأبعاد الجنسانية وقضايا حقوق الإنسان في قضايا السكان، وأعطي الصندوق الدور الرائد في مساعدة البلدان على تنفيذ برنامج عمل المؤتمر. ويعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان الآن في مجالات الصحة الجنسية والإنجابية، وحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين، والسكان والتنمية، ولديه برامج للشباب.

      وفيما يتعلق بقضية السكان، عقدت الأمم المتحدة ثلاثة مؤتمرات ودورتين خاصتين للجمعية العامة والقمة في عام 2019.

      ويحتفل باليوم العالمي للسكان في 11 تموز/يوليه من كل عام، بوصفه التاريخ الذي وصل فيه تعداد سكان العالم (في عام 1987)  إلى مَعلم المليارات الخمسة.

      الموارد