التعاون في ما بين بلدان الجنوب

”إن التعاون فيما بين بلدان الجنوب عملية عالمية تشمل كل بلدان الجنوب وتعود بالنفع على الجميع، بما في ذلك أقل البلدان نموا. فلكل بلد وكل شريك شيء ما يشرك فيه الآخرين أو يلقنهم إياه، مهما كانت ظروفهم“.

--الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيانه الافتتاحي في مؤتمر الأمم المتحدة للتعاون فيما بين بلدان الجنوب، بوينس آيرس، بالأرجنتين.

الإرهاب في بلدان الجنوب

لقد أثر الإرهاب تأثيرا شديدا على العديد من بلدان الجنوب. وثمة حاجة إلى اتباع نُهج جماعية تشترك فيها هذه البلدان لمنع الإرهاب والظروف المفضية إلى انتشاره ولمكافحة ذلك. والتجارب، التي تم اختبارها والتحقق من صحتها وتكييفها و/أو توسيع نطاقها في سياقات مماثلة، لها قيمة كبيرة للبلدان النامية الأخرى.

وقد لوحظت فوائد التعاون فيما بين بلدان الجنوب في حلقات العمل التدريبية وفي الاتصالات مع البعثات الدائمة، وهناك طلب على اضطلاع مكتب مكافحة الإرهاب بدور الميسِّر. وقد عرض المشاركون من بلدان الجنوب تبادل معارفهم وخبراتهم في مجال مكافحة الإرهاب بطريقة مستدامة، بوسائل تشمل تنفيذ دورات تدريبية بشأن تحديات محددة في مجال مكافحة الإرهاب وتقديم دعم مالي ومساهمات عينية.

واستنادا إلى اهتمام الدول الأعضاء، حدد مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب فجوة تستدعي زيادة التبادل بين واضعي السياسات والخبراء والمنظمات غير الحكومية من البلدان النامية لمعالجة ندرة ما هو متاح في بلدان الجنوب من خبرات متصلة بالمعلومات عن مكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف. ولذلك بدأ المركز مشروعا رائدا يرمي إلى إضفاء الطابع المنهجي على التبادلات فيما بين بلدان الجنوب بشأن مكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف وتوثيقها وتوسيع نطاقها.

الولاية

أقرت الجمعية العامة، في الاستعراض السادس للاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب، بالعمل الهام الذي يضطلع به مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وشددت على أن المركز يركز على كفالة تصدي برامجه لتهديدات الإرهاب الناشئة والمتطوِّرة وعلى تعزيز ما تقدمه الأمم المتحدة من مساعدة للدول الأعضاء لبناء قدراتها في مجال مكافحة الإرهاب. وفي هذا السياق، يشجع المركز التعاون فيما بين بلدان الجنوب في مجال مكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف، تعزيزا لتنفيذ الاستراتيجية العالمية.

برمجة التعاون فيما بين بلدان الجنوب

يروم المشروع العالمي تعزيز وتقوية تبادل الخبرات في مجال مكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف بين خبراء من بلدان مختارة في أفريقيا، وآسيا، والشرق الأوسط، وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، كما يروم النهوض بالقدرات في مجال تصميم وتنفيذ السياسات والآليات ذات الصلة. وسيساعد المشروع أيضا على إقامة شراكات جديدة، وتعزيز القدرات المؤسسية والتقنية، والتصدي للتحديات المحددة التي تواجهها البلدان النامية في مجال مكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف، وتعزيز التعاون.

وينفذ مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب المشروع على مرحلتين هما مرحلة تحديد النطاق ومرحلة التنفيذ.

وتشمل مرحلة تحديد النطاق إجراء مشاورات مع البلدان المهتمة وإنجاز بحوث لتصنيف وتحديد الممارسات الجيدة ذات الصلة في مجال مكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف، والخبراء الذين يمكنهم العمل كجهات تنسيق ومراكز الامتياز بغرض تعزيز البرنامج، وتحديد الأنشطة التي يقوم بها المركز بالتعاون مع السلطات الوطنية، وإرساء الأساس لمرحلة التنفيذ.

وقد بيَّنت مرحلة تحديد النطاق هذه بالفعل العديد من الممارسات الجيدة التي تتبعها بلدان الجنوب والتي تندرج ضمن الركائز الأربع لاستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب وتتمشى مع حقوق الإنسان وكذلك مع الاتفاقات والمعاهدات والبروتوكولات الدولية. وبيَّنت أيضا وجود تبادلات هامة من خلال تجمعات التكامل الإقليمي. وهناك استعداد لتوسيع نطاق هذه الممارسات على الصعد الثنائي والإقليمي والأقاليمي. وبدأت البلدان أيضا في إضفاء الطابع المؤسسي على التعاون فيما بين بلدان الجنوب في شكل هياكل قائمة وجديدة تكون تابعة للحكومات، مع جعل بعضها يركز بوجه خاص على مكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف، مما يتيح مزيدا من الفرص.

أما المرحلة الثانية من المشروع فستشهد إنشاء وتشغيل منبر لتبادل المعارف على الإنترنت ومنتدى للخبراء؛ ونشر دليل للممارسات الجيدة في مجال مكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف المعمول بها في بلدان الجنوب وإدماج التعاون فيما بين تلك البلدان في أنشطة وسياسات مكتب مكافحة الإرهاب وكيانات الميثاق العالمي.

النتائج

لقد عزز مكتب مكافحة الإرهاب التعاون فيما بين بلدان الجنوب في مجال مكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف بوصفه طريقة دينامية من طرائق التعاون الدولي، لا سيما في ظل ازدياد درجته ونطاقه وعدد الجهات الفاعلة فيه.

  • تعزيز قدرة الخبراء من الدول الأعضاء التي تتلقى المساعدة على تصميم وتنفيذ سياسات وأطر وآليات تتعلق بمكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف، استنادا إلى الدروس المستفادة والممارسات الجيدة والاستراتيجيات المستقاة من البلدان النامية الأخرى.
  • تحسين التبادلات ذات الصلة بمكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف بين الخبراء من شتى المناطق.
  • تعزيز المعلومات والوصول إلى الخبرات في مجال مكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف المتاحة في أفريقيا، وآسيا، والشرق الأوسط، وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.